بعد انتشار مخاوف واسعة النطاق حول تأثير لقاحات (كوفيد-19) على الدورة الشهرية لدى النساء، وجدت دراسة حديثة أن هذه اللقاحات تتسبب بالفعل في تأخير الدورة الشهرية لدى المرأة بشكل طفيف ومؤقت.
قد أوضح بحث نشرته المجلة الطبية لأمراض النساء والولادة ومولته الحكومة الأمريكية أن النساء اللاتي تلقين اللقاح شهدن تأخراً لمدة يوم واحد تقريباً في المتوسط في الدورات الشهرية الطبيعية لديهن، مقارنة بأولئك اللاتي لم يتلقين اللقاح.
تأتي الدراسة في وقت اشتكت فيه بعض النساء من دورات شهرية غير منتظمة، والمعاناة من نزيف حاد ومؤلم أحياناً. ووجدت الدراسة أن النساء اللواتي حصلن على جرعتي اللقاح خلال الدورة الشهرية ذاتها، وجدن تأخيرات أكثر وضوحاً، حيث تأخرت دوراتهن بنحو يومين عن المعتاد.
لا يوجد ما يدعو للقلق
قالت الكاتبة الرئيسية أليسون إيدلمان، أستاذة التوليد وأمراض النساء في "جامعة أوريغون" للصحة والعلوم في بورتلاند، إن "هذه التأثيرات يبدو أنها تنتهي سريعاً، ربما بمجرد حلول موعد الدورة الشهرية التالية بعد اللقاح".
وتابعت أليسون في بيان: "النتائج التي توصلنا إليها مُطمئنة. وعلى صعيد السكان فإن التغييرات التي نكتشفها لا تشير إلى أي سبب يدعو للقلق بشأن الصحة البدنية أو الإنجابية على المدى الطويل".
ربما يساعد نشر الدراسة في التصدي لأحد مخاوف رفض اللقاحات المنتشرة والمتعلقة بالدورة الشهرية، والتي تدور منذ فترة طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي. ولم يتضح بعد سبب تأثير اللقاحات المضادة لـ(كوفيد) على الدورة الشهرية، والتي تختلف فتراتها بشكل كبير من امرأة إلى أخرى وتختلف على مدى حياة المرأة الواحدة أيضاً، لكن طولها يبلغ في المتوسط 28 يوماً بالنسبة لمعظم النساء.
عينة الدراسة
في الفترة بين أكتوبر من عام 2020 وحتى سبتمبر من عام 2021، اطَّلع الباحثون على البيانات التابعة لأحد تطبيقات تتبع الخصوبة تم إخفاء اسمه، ودرسوا البيانات المتعلقة بالدورة الشهرية لدى نحو 4 آلاف امرأة مقيمة في الولايات المتحدة تتراوح أعمارهن بين 18 عاماً و45 عاماً، بين ملقحات وغير ملقحات.
ومن بين ألفين و403 نساء تلقين جرعات لقاح معتمدة من الولايات المتحدة، درس الباحثون بيانات 3 دورات شهرية لديهن قبل تلقي اللقاح، وثلاث دورات أخرى متتالية بعد تلقيهن للقاح. كذلك، تم تحليل ست دورات شهرية متتالية لدى المجموعة المتبقية من النساء غير الملقحات.
تغيّر طفيف ومؤقت
قد أظهرت البيانات أن حوالي 10% من النساء اللاتي تلقين اللقاح عانين من تغيرات كبيرة نسبياً وملحوظة سريرياً في الدورات الشهرية لديهن، بمدة تبلغ 8 أيام أو أكثر، وقال الباحثون إن الدورات الشهرية لدى تلك النسوة قد عادت إلى طبيعتها في غضون دورتين شهريتين بعد تلقيحهن للقاح. ولم تطرأ تغييرات على طول فترة الحيض في كلا المجموعتين. كما أن مؤلفي الدراسة قالوا إن النتائج التي توصلوا إليها لا يمكن ربطها بالتوتر الناجم عن الوباء، لأن المجموعة غير الملقحة لم تشهد أي تغييرات في دوراتهن خلال الوقت نفسه من الدراسة.
مع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات حول تأثير اللقاحات على أعراض الطمث الأخرى، مثل النزيف. وقد قال الباحثون إن الدراسة انطوت على عدد من القيود، مثل اختيار النساء اللاتي لا يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية.
وأيضاً اختيار النساء ذوات الدورات الشهرية المنتظمة بشكل طبيعي، وقد كن أكثر احتمالاً لأن يكن من ذوات البشرة البيضاء ومن ذوات التعليم الجماعي، كما أن كتلة الجسم لديهن كانت تقل عن متوسط كتلة الجسم لدى المواطن الأمريكي العادي، ولهذه الأسباب لا يمكن اعتبارهن عينة ممثلة على الصعيد الوطني الأمريكي.