أظهرت دراسة احتمال تدمير مرض الخرف عقول 153 مليون شخص عالمياً بحلول عام 2050 بزيادة 3 أضعاف، مقارنة بعدد الإصابات عام 2019. وكشفت الدراسة تزايد مخاطر سياسات الصحة العامة، في مقابل الأدوية الناجحة التي تنتجها شركة صناعة الأدوية.
توصلت الدراسة، التي رصدت انتشار المرض عالمياً، والتي نشرتها مجلة "لانسيت للصحة العامة"، الخميس، وتناولت بالتحليل 195 دولة ومنطقة حول العالم، إلى تضاعف الإصابة بالأمراض المعرفية، التي تشمل الزهايمر وفقدان الذاكرة، 3 مرات. وأرجعت ذلك إلى السياسات الصحية والاتجاهات التي تحمل مزيداً من المخاطر، مثل الإصابة بالسمنة والسكري، وانخفاض التعليم وانتشار التدخين.
يأتي ذلك في الوقت الذي يسعى فيه مسؤولون حكوميون، ومسؤولو الصحة العامة لوضع سياسات يمكنها التصدي لخطر الإصابة بالخرف، الذي يُعد سابع سبب رئيسي للوفاة حول العالم. كما تسعى شركات صناعة الأدوية أيضاً لاكتشاف أدوية لمواجهة تهديد مرض الزهايمر مثل عقار "أدوهيلم" Aduhelm الذي تنتجه شركة "بيوغين" Biogen Inc، والذي تم استغلاله بالحد الأدنى منذ الموافقة عليه في يونيو.
قالت إيما نيكولز المؤلفة الرئيسية للدراسة من معهد "المقاييس الصحية والتقييم" في جامعة واشنطن بسياتل إن: "التقدم في الوقاية من الخرف أو تأخير تطوره ولو كان متواضعاً سيحقق مكاسب ملحوظة، ولزيادة ذلك التأثير يتعين علينا خفض التعرض لعوامل الخطر الرئيسية في كل بلد".
سعت العديد من الشركات للعمل على أدوية الزهايمر، لكنها أظهرت حتى الآن فعالية محدودة في مكافحة الخرف. تمت الموافقة على عقار "أدوهيلم" الذي تنتجه شركة "بيوغين" نظراً لقدرته على إزالة البروتين المرتبط بالمرض من الدماغ، لكن تأثير ذلك على التفكير لا يزال غير واضح.
تعمل شركات أخرى من بينها "إيلي ليلي" و"روتش هولدينغ" على اكتشاف أدوية مماثلة، فيما تعمل "بيوغن" أيضاً على إنتاج عقار آخر قيد التطوير لإزالة البروتين.
وجد الباحثون أن تحسن عملية الوصول إلى التعليم يمكن أن يخفض الزيادة في مرضى الخرف بمقدار 6.2 مليون مصاب بحلول عام 2050، لكن ذلك التأثير قد يتلاشى نظراً لتوقع إضافة نحو 7 ملايين إصابة بسبب السمنة وارتفاع نسبة السكر في الدم والتدخين.
توقعات مروعة
تشير تقديرات الدراسة إلى تركز الإصابات بالخرف في دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط وشرق أفريقيا وجنوب الصحراء بزيادة 4 أضعاف مقابل زيادة أقل في الدول الأكثر ثراء في آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا الغربية.
أظهرت الدراسة احتمالية ارتفاع عدد النساء المصابات بالخرف على الرجال بحلول عام 2050، نتيجة مجموعة عوامل منها المخاطر الجينية، وارتفاع متوسط العمر، حيث يرتفع خطر الإصابة بالخرف مع التقدم في العمر.
ذكر أحد التعليقات في نفس المجلة، أنه يمكن تغير مسار توقعات الدراسة إذا تم اتخاذ الإجراء المناسب، حيث قال مايكل شوارزينغر وكارول دوفويل طبيبا مستشفى جامعة "بوردو"، اللذان لم يشاركا في البحث، إن الدراسة تقدم "توقعات مروعة لا تأخذ في الاعتبار تحسن نمط الحياة في الأجل الطويل، وإن هناك حاجة ملحة لتحسين سياسات الصحة العامة المرتبطة بالخرف لإعلام الناس وصناع القرار بشكل أفضل بالوسائل المناسبة لتأخير أو تجنب هذه التوقعات المروعة".