أجازت الجهات التنظيمية الأمريكية الحبوب التي تنتجها "ميرك آند كو" لمكافحة كوفيد-19، مما يمنح المرضى الأكثر عرضة للمخاطر خياراً آخر للعلاج بالمنزل، في الوقت الذي يتسبّب فيه متغير "أوميكرون" الفيروسي في تزايد حالات الإصابة.
حصل عقار "مولنوبيرافير" (Molnupiravir) على تصريح طارئ في أعقاب منح الحبوب المنافسة، "باكسلوفيد" (Paxlovid) التي تنتجها "فايزر"، الموافقة يوم الأربعاء. يَعِد العلاجان معاً بتوفير طريقة جديدة لإبقاء الارتفاع الحاد في الإصابات بعيداً عن المستشفيات الأمريكية.
يهدف "مولنوبيرافير"، الذي طوّرته "ميرك" مع شريكتها "ريدج باك بيوثيرابيتيكس" (Ridgeback Biotherapeutics)، إلى علاج كوفيد-19 لدى الأشخاص غير الخاضعين للعلاج في المستشفيات والبالغين من العمر 18 عاماً أو أكثر والمعرّضين لخطر الإصابة بمرض شديد. وأظهرت دراسة أنه يُقلّل من خطر دخول المستشفيات أو الوفاة بين البالغين المصابين بمرض خفيف إلى متوسط بنسبة 30%.
المخاطر
يعمل "مولنوبيرافير" عن طريق إضافة أخطاء إلى المادة الجينية لوقف تكاثر الفيروس في نهاية المطاف، ولكنه قد يؤثر على نمو الخلايا البشرية. وقالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إنه يجب إخطار السيدات الحوامل بالمخاطر المحتملة على الجنين قبل تناول الدواء.
في شهر نوفمبر، ناقشت لجنة من المستشارين الخارجيين لإدارة الغذاء والدواء ما إذا كان الدواء آمناً للاستخدام على نطاق واسع. أعرب البعض عن قلقه من أنه قد يؤدي إلى حدوث طفرات في الفيروس قد تجعله أكثر خطورة أو قابلية للانتقال، أو أنه يُمكن أن يُعرّض الحوامل إلى مخاطر، وأن فعّاليته المنخفضة في التجارب السريرية تعني تفوّق مخاطره على فوائده. وصوّتت اللجنة المُنقسمة بشأن دعم العلاج من عدمه بهامش ضيق.
من جهتها، أكدت "ميرك" أن "مولنوبيرافير" لا يُشكّل مخاطر طويلة الأمد.
يتم حالياً إعطاء المرضى الذين قد يصابون بحالات كوفيد الشديدة الأدوية المحقونة في المستشفيات أو العيادات، في حين أنه يُمكنهم أخذ جرعة من "مولنوبيرافير" لمدة خمسة أيام في المنزل.
توصلت الولايات المتحدة بالفعل إلى عقد قيمته 1.2 مليار دولار مع "ميرك" للحصول على 1.7 مليون دورة علاجية، مما يعني أن الدورة التي تستغرق خمسة أيام ستُكلّف الحكومة حوالي 700 دولار لكل مريض. وستحُقّق حبوب "مولنوبيرافير" حوالي 2.5 مليار دولار من الإيرادات العالمية خلال العام المقبل، وفقاً لتقدير شركة "إير فينيتي" (Airfinity).
إلى ذلك، تجني "فايزر" بالفعل أرباحاً ضخمة من لقاح كوفيد ومن المتوّقع أن تجني حوالي 17 مليار دولار من مبيعات حبوب "باكسلوفيد" في عام 2022، وفقاً لشركة البيانات ومقرها لندن.
توقع المسؤولون الحكوميون إتاحة 400 ألف دورة علاجية من حبوب "ميرك "في البداية، وقد تزيد إلى طلبية الحكومة الكاملة البالغة 3 ملايين دورة علاجية، في نهاية شهر يناير.
