طلبت موسكو من كبار السن غير الملقحين البقاء في منازلهم في الوقت الذي تحركت فيه روسيا لفرض قيود جديدة أخرى على مستوى البلاد ضد انتشار كوفيد-19، في ظل الحرب التي تخوضها مع المستويات القياسية من الإصابات والوفيات.
قال عمدة موسكو سيرجي سوبيانين في مدونة له يوم الثلاثاء، سيتوجب على غير الملقحين ممن تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، والقاطنين في العاصمة الروسية، البقاء في منازلهم لمدة أربعة أشهر، بدءاً من 25 أكتوبر. من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين للمسؤولين إنه سيُطلب من الرئيس فلاديمير بوتين الإعلان بأن فترة 30 أكتوبر إلى 7 نوفمبر أيام عطلة في جميع أنحاء البلاد. من جانبها، قالت نائبة رئيس الوزراء تاتيانا غوليكوفا إنه سيتم تطبيق القيود اعتباراً من 23 أكتوبر في المناطق التي لديها أخطر مستويات حالات الإصابة.
"تتواصل زيادة العبء على نظام الرعاية الصحية. وفي هذه الحالة، نحتاج أن نسبق المنحنى"، وفق ما قاله ميشوستين وطلب من غوليكوفا تقديم المقترحات خلال اجتماع حكومي مع بوتين يوم الأربعاء. قائلاً "لقد أظهرت تجربة القيود السابقة فعالية هذه التدابير".
تلجأ الحكومة إلى بوتين بعد أسبوع تجاوزت فيه الإصابات اليومية الجديدة 30 ألفاً للمرة الأولى منذ اندلاع الجائحة العام الماضي، ووصلت الوفيات إلى مستوى قياسي بلغ 1015 شخصاً يوم الثلاثاء.
ولطالما قاوم الكرملين جميع الدعوات لإعادة فرض الإغلاق على مستوى البلاد، ووضع المسألة على عاتق المسؤولين الإقليميين للإعلان عن قيود اجتماعية في محاولاتهم للحد من انتشار الفيروس. وسعى بوتين إلى النأي بنفسه علناً عن القيود التي لا تحظى بشعبية، لكنه دعم دائماً مقترحات الحكومة.
إغلاق موسكو
قال سوبيانين خلال تبريره لفرض الإغلاق، إنه تم تطعيم فقط ثلث الأشخاص في الفئة العمرية التي تزيد عن الستين عاماً، على الرغم من أنهم يمثلون 86% من إجمالي وفيات كوفيد-19. كما أعلن عن عدة قيود جديدة لمكافحة انتشار الوباء.
أعلن سوبيانين أن موسكو ستزيد نسبة العمال الذين يخضعون للتطعيم الإلزامي، وستعيد فرض العمل من المنزل لما لا يقل عن 30% من الموظفين حتى تاريخ 25 فبراير.
على الرغم من أن بوتين وصف روسيا العام الماضي بأنها أول دولة تعتمد لقاح كوفيد-19، فقد قوبل برنامج التلقيح بتشكك واسع النطاق. إذ قالت غوليكوفا إن ما يزيد قليلاً عن 45% من السكان قد تلقوا تطعيماً أو تعافوا من الإصابة بكوفيد-19، وهو أقل بكثير من المستوى المطلوب للوصول إلى المناعة الجماعية.
قام 28 إقليماً فقط بتطبيق نظام رموز الاستجابة السريعة (QR) الهادف لقصر دخول مراكز التسوق والمطاعم ومراكز اللياقة البدنية والأماكن العامة الأخرى على أولئك الذين تلقوا التطعيم أو تعافوا من المرض، الأمر الذي قالت آنا بوبوفا رئيسة هيئة مراقبة الصحة العامة في روسيا إنه "غير كاف".
أضافت بوبوفا إن الوضع المتدهور "يتطلب اتخاذ إجراءات أكبر بكثير واستجابة أسرع بكثير".