ليس مرجحاً أن تحدد الإمارات العربية المتحدة تاريخاً لهدف الوصول الى انبعاثات صفرية قبل محادثات "مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021" (COP26) التي تبدأ في أكتوبر، ما قد يشكل ضربة لمؤتمر المناخ.
تدرس دولة الإمارات هكذا هدف، لكن الحرارة الشديدة والظروف الجافة تجعل تقليل انبعاث غازات الاحتباس الحراري أمراً صعباً، نظراً لحاجتها لكثير من الطاقة للتبريد وتحلية المياه، وفقاً لمسؤول كبير في وزارة التغير المناخي والبيئة.
قال رئيس قسم التغير المناخي بالوزارة قيس السويدي خلال مقابلة: "لا تتوقعوا منا الإعلان عن أي شيء بحلول موعد (COP26)، لكننا ندرس هدف صافي الصفر حالنا حال أي جزء آخر من العالم".
لم يعلن أي منتج رئيسي في منظمة أوبك عن تاريخ مستهدف لصفر انبعاثات، وكانت الإمارات العربية المتحدة من دول يُتوقع منها إعلانه قبل مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021 الذي سينعقد في جلاسكو. تريد المملكة المتحدة والولايات المتحدة من الحكومات الالتزام بتخفيضات كبيرة في الانبعاثات، حيث يُعتبر التخلص من الانبعاثات خلال العقود الثلاثة المقبلة أمراً حاسماً لمنع ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل العصر الصناعي.
نسمع قولا يخالف الفعل
يرى السويدي أن دولاً أخرى سارعت للإعلان عن أهداف المناخ دون إظهار كيف يمكن تحقيقها ودون تكريسها بقانون. قال السويدي: "هناك كثير من الكلام. هناك من يقولون إن بإمكانهم تحقيق صافي صفر وإنهم يقومون بهذا الأمر أو ذاك... من حيث الممارسة العملية نرى عملاً يخالف ذلك. نحن نحب أن نفعل الأشياء بشكل مختلف".
يرى السويدي أن ثمة حاجة لمزيد من الوقت لدولة الإمارات العربية المتحدة كي تجري دراسات تحدد سرعة الوصول إلى صافي الصفر.
إن تبنّي التزامات أقوى لن يتطلب بالضرورة أن تبيع الإمارات كميات أقل من النفط، الذي يشكل حجر أساس اقتصادها. لكن تحديد هدف انبعاثات صفرية من داخل حدودها سيجعل الإمارات العربية المتحدة تنفرد عن نظرائها المنتجين، وربما يقود ذلك آخرين في الخليج العربي لاتباع خطاها.
قال السويدي إن أهداف الإمارات الحالية ما تزال طموحة، حيث تعهدت في ديسمبر بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بما يقارب 25% على مدى عقد من خط أساس يفترض نمواً اقتصادياً معتدلاً. أشار السويدي أيضاً إلى أن الإمارات، التي تنافس كوريا الجنوبية لاستضافة حدث (COP28) للأمم المتحدة في عام 2023، ماضية نحو تجاوز الهدف.