تدرس شركة "توتال إنيرجيز" الاستحواذ على حصة، فيما سيكون أكبر مزرعة رياح في العالم، وفق تصريحات مصادر مطلعة، في إطار استمرار شركة النفط الفرنسية الكبرى في استعراض أوراق اعتمادها صديقة للبيئة.
قالت مصادر، إن الشركة المدرجة في بورصة باريس قد تستحوذ على 20% من المرحلة الثالثة من مشروع الرياح بمنطقة "دوجر بنك" في بحر الشمال، والتي تقوم على تنميتها شركة "إس إس إي" المدرجة في بريطانيا وشركة "إكوينور" النرويجية.
ولا زالت المفاوضات مستمرة، ولم يُتخذ بعد قرار نهائي بشأن أي حصة مطلوب شراؤها، وفقاً للمصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لسرية المعلومات.
أصبحت مزارع الرياح البحرية أصولاً جاذبة للمستثمرين وشركات الطاقة التي تتطلع لشرائها خلال الفترة الانتقالية للتخلي عن استخدام الوقود الأحفوري.
مشروع "دوجر بنك" الذي تبلغ طاقته 3.6 جيجاوات سيوفر طاقة منخفضة الكربون تكفي 6 ملايين منزل بريطاني عند اكتماله أواخر العقد الحالي.
قسَّمت شركتا "إٍس إس إي" و"إكوينور" المشروع إلى ثلاثة مراحل كل منها بطاقة 1.2 جيجاوات، وقامت خلال العام الماضي ببيع حصة مجمعة بنسبة 20% بالمرحلتين الأولى والثانية لشركة البترول الإيطالية "إيني" مقابل 405 ملايين جنيه إسترليني (نحو 563 مليون دولار).
وبحسب تقرير نُشر في مارس الماضي لوكالة بلومبرغ يُنتظر أن تقوم كل شركة من الاثنتين ببيع 10% من المشروع في المرحلة الثالثة.
دفعة خضراء
رفض ممثل عن شركة "توتال إنيرجيز" التعليق على هذه الأخبار. بينما رفض ممثل عن "إس إس إي" التعليق على صفقات بعينها، وقال إن المجموعة تتوقع أن تحقق تقدماً بشأن بيع حصة خلال العام الحالي كما أُعلن سابقاً.
وقال متحدث عن شركة "إكوينور": "لقد أعلنا في السابق أن التخارج من الاستثمار جزء من استراتيجيتنا من أجل تحقيق القيمة والعائد في مزرعة الرياح البحرية"، رافضاً كذلك الحديث عن صفقات محددة.
وبالإضافة إلى جاذبيتها كوسيلة لتكوين محافظ استثمار سريعة من الطاقة منخفضة الكربون، تسمح مزارع الرياح العملاقة لشركات النفط باستثمار خبراتها الطويلة التي تمتد لعقود من العمل وسط البحر.
وسجلت "توتال إنيرجيز" أسرع بداية في السباق بين شركات النفط الأوروبية العملاقة بهدف الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية، بعد استحواذها على غالبية الطاقة المتجددة لصالح محفظتها، بحسب تقرير سابق نشرته بلومبرغ نيوز.
في العام الماضي، اشترت الشركة حصة في مزرعة رياح بحرية أخرى تابعة لشركة "إس إس إي" باستثمارات 70 مليون جنيه إسترليني في مشروع "سيجرين وان" في إسكتلندا، وهي الصفقة التي مثَّلت أولى غزواتها الكبرى في هذا المجال.
منافسو توتال قاموا بتحركات مماثلة. شركة "بريتش بتروليم" استحوذت على حصة بقيمة 1.1 مليار دولار في مزارع رياح ذات مرحلتين في الولايات المتحدة، بينما فازت "رويال داتش شل" مع شركة "إنكو" بحقوق تطوير مشروع غير مدعوم قرب سواحل هولندا.
ارتفعت أسهم "توتال إنيرجيز" بنسبة 11.3% في آخر 12 شهراً، لتصل قيمتها السوقية إلى 99.5 مليار يورو (نحو 118 مليار دولار).