انطلق سباق السلاسل اللوجستية عديمة الانبعاثات على الأرض ثم بلغ السماء.
حيث طلبت "دي إتش إل إكسبريس" (DHL Express)، شركة الشحن الجوي التابعة للبريد الألماني "دويتشه بوست" (Deutsche Post)، 12 طائرة تعمل بالكهرباء بشكل كامل كتكملة لأسطول شاحنات نقل ودراجات تعمل بالبطاريات، وهي خطوة من شأنها تقليل الانبعاثات من الخدمات الجوية. تستطيع طائرات الشحن التي صنعتها شركة "إيفيشين إيركرافت" (Eviation Aircraft) من طراز "أليس" حمل 1179 كيلوغراماً ويصل مداها إلى 815 كيلومتراً.
قالت "دي إتش إل" في بيان الثلاثاء: "يمكن شحن (أليس) أثناء عمليات التحميل والتفريغ"، مضيفة أن شحن بطاريات الطائرة يستغرق 30 دقيقة. وقال متحدث باسم الشركة إن الطائرات من المقرر أن تنضم إلى أسطول "دي إتش إل إكسبريس" عام 2024 لتشغيلها على رحلات في كاليفورنيا.
قال جون بيرسون، رئيس "دي إتش إل إكسبريس" التنفيذي: "تلعب كهربة كل وسائل النقل دوراً مهماً، وتساهم بشكل كبير في تحقيق هدفنا للاستدامة الشاملة بانعدام وجود انبعاثات".
ضغوط خضراء
تدل الصفقة على ضغط متزايد تواجهه شركات النقل من المنظمين والمستثمرين لخفض الانبعاثات وتقليل أثرها على تغير المناخ. حصلت شركة "أمازون" العام الماضي على موافقة الجهات التنظيمية لتشغيل أسطول من طائرات بدون طيار تقوم بعملية التوصيل، وتعمل ببطاريات مشحونة من مصادر كهرباء متجددة. من جانبها، طلبت شركة "يو بي إس" (United Parcel Service) وشركة "فيديكس" (FedEx) وآخرين آلاف الشاحنات الكهربائية التي صنعتها شركات مثل "ريفيان" (Rivian Automotive)، و"أرايفل" (Arrival)، و"كانو" (Canoo).
تتخلف تكنولوجيا الطائرات الكهربائية عن مثيلتها في المركبات، يرجع ذلك بشكل كبير للتحديات الهندسية التي تفرضها الحاجة إلى بطاريات ضخمة. بينما تعمل بعض الشركات المصنعة على حل المشكلة، ما يزال إطلاق النماذج التجارية أمراً يستغرق عدة سنوات. قال إيفو بوسكارول، صاحب شركة "بيبيستريل" (Pipistrel) الرائدة في مجال الطائرات الكهربائية، إن طائرات الشحن هدف قابل للتحقيق أكثر من سيارات الأجرة المخصصة لداخل المدينة التي تطورها بعض الشركات.
من جانبها، قالت شركة "إيفيشين"، وهي شركة ناشئة متخصصة بالطائرات الكهربائية، إن طائرة "أليس" ستقوم برحلتها الافتتاحية هذا العام. وحتى الآن، تم تصور النموذج على أنه طائرة ركاب ذات تسعة مقاعد. تطمح الشركة من خلال صفقة "دي إتش إل" أن تصبح أول شركة شحن جوي تعمل بالبطاريات في العالم، رغم أن هذه الطائرات قادرة على حمل أقل من جزء من خمسين من حمولة طائرة "بوينغ 777".
ستستخدم "دي إتش إل" هذا النموذج لنقل الطرود الحساسة من ناحية الوقت للعملاء في جميع البيئات التي تخدمها حالياً الطائرات التوربينية و ذات المكبس.
انتقلت "إيفيشين" من إسرائيل إلى سياتل في ديسمبر 2020 لتوسيع خبرتها في مجال الطيران. قالت الشركة في عام 2019 إن لديها أكثر من 150 طلبية متراكمة من العملاء، بما في ذلك "كيب إير" (Cape Air) الناقل الإقليمي في نيويورك ونيو إنجلاند.