وضعت الحكومة الفيدرالية الألأمريكية تريفور ميلتون، مؤسس شركة "نيكولا" قيد الاحتجاز، أمس الخميس، بتهمة تضليل المستثمرين بشأن حالة الشركة التي غادرها في سبتمبر.
وقال محاموه في بيانهم: "تريفور ميلتون بريء. إنه انحطاط جديد في مستوى جهود الحكومة لتجريم السلوك التجاري القانوني. يجب أن يشعر كل مسؤول تنفيذي في أمريكا بالرعب".
من جهتها، قالت شكوى لجنة الأوراق المالية والبورصات، إن ميلتون كان "يركز بشدة" على سعر سهم الشركة، ودعا كبار المسؤولين التنفيذيين وأرسل لهم رسائل نصية طالباً منهم "القيام بشيء ما" في الأيام التي كان سعر الأسهم يتراجع فيها. كما أنه "تتبع العدد اليومي لمستخدمي "روبن هود" الجدد الذين يمتلكون أسهما في "نيكولا".
ذكرت اللجنة أن ميلتون استخدم وجوده على وسائل التواصل الاجتماعي وظهوره في المقابلات للإعلان عن مبادرات وتغييرات جديدة، قبل إبلاغ الشركة بها.
وفي 25 يونيو 2020، نشر "ميلتون" سلسلة من التغريدات من حسابه الشخصي ادعى فيها أن "نيكولا" ستوفر نافورة لماء الشرب في سيارة "بادجر". و شكلت هذه المعلومة مفاجأة كاملة لمصممي ومهندسي وموظفي التسويق في "نيكولا". وعند إبلاغهم بمحتوى التغريدات، تساءل أحد المهندسين عما إذا كانت "هذه مزحة"، بينما كتب موظف تسويق أن "ما يدور في رأسه غامض"، وكتب أحد المصممين رسالة نصية تفيد الاستفهام والاستغراب.
وسائل التواصل
وفقاً لما قالته لجنة الأوراق المالية والبورصات فإن المسؤولين التنفيذيين في "نيكولا" حاولوا مراراً كبح جماح ميلتون على وسائل التواصل الاجتماعي. و في مرحلة ما، طلب رئيس الشركة من "ميلتون" السماح لكبير المسؤولين القانونيين في الشركة بالاطلاع على تغريداته قبل نشرها – وهي محاولة شبيهة بما فعلته شركة "تسلا" مع إيلون ماسك بعد أن قدمت لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) دعوى قضائية ضده بسبب تغريداته.
وأضافت اللجنة: "حاول كبار المديرين التنفيذيين في "نيكولا" استخدام تكتيكات أخرى في ربيع وصيف عام 2020 لمحاولة كبح تواجد ميلتون على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن دون جدوى".
ورغم تنظيم تدريب إعلامي للمديرين التنفيذيين في الشركة، إلا أن "ميلتون" لم يحضر، وبدلاً من ذلك، كان رد بتأكيده أن "كبار التنفيذيين هؤلاء لم يفهموا الديناميكيات الحالية لسوق رأس المال أو ما كان يحاول تحقيقه مع المستثمرين الأفراد، وأنه بحاجة إلى أن يكون على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر أخبار جيدة عن "نيكولا" لدعم سعر أسهمها".
في مؤتمر صحفي يوم الخميس، سلط غوربير غريوال، رئيس قسم التنفيذ في لجنة الأسواق المالية والبورصات، الضوء على التزامات مسؤولي الشركات بتقديم معلومات كاملة ودقيقة عن شركاتهم.
قال غريوال: "ليس هناك طريق للالتفاف أو استثناءات من هذا الالتزام. لا يمكن لمسؤولي الشركات قول ما يريدون على وسائل التواصل الاجتماعي في انتهاك صارخ لقوانين الأوراق المالية الفيدرالية".
عرض شخصي
تابعت اللجنة: "شارك ميلتون شخصياً في عرض الحجوزات على العديد من العملاء المحتملين". وأبلغ العملاء المُحتملين أن الحجوزات قابلة للإلغاء لأي سبب في أي وقت. وعلى سبيل المثال، ففي 9 مايو 2016، وضمن جهوده لتأمين أكبر حجز تلقته "نيكولا" حتى الآن، كتب "ميلتون" إلى عميل محتمل: "لديك القدرة الكاملة للإلغاء في أي وقت قبل تحديد مواصفات السيارة ولونها والقيام بإيداع المبلغ الرئيسي".
و"في مرة أخرى، استشهد ميلتون بالطبيعة غير الملزمة للحجوزات في محاولة لإقناع العميل المحتمل بمضاعفة عدد الحجوزات"، بحسب ما ذكرته اللجنة، التي أكدت أن "ميلتون" كتب إلي الشخص ذاته مضيفاً: "لقد طلبت 50 شاحنة، وهذا يتطلب إيداع 500 دولار لكل منها. وبما أن المبلغ قابل للاسترداد بالكامل في أي وقت، فقد وضعت لك حجزاً على 100 شاحنة بإيداع قدره 250 دولاراً لكل منها. يمكنك إلغاء أي منها في أي وقت ".
عندما وصف "ميلتون" شاحنة "بادجر" بأنها "مصنوعة" و"منتهية" و"حقيقية" وأنها "مركبة تعمل بكامل طاقتها من الداخل والخارج"، أشار نائب رئيس التكنولوجيا في "نيكولا" إلى شاحنة "بادجر" في رسالة بريد إلكتروني داخلية على أنها "جعجعة دون طحين" و"لا توجد خطة فنية"، حسب لجنة الأوراق المالية والبورصات.
نموذج ناقص
بحسب أوراق اللجنة فقد قال مهندس من "نيكولا" في ديسمبر 2016، إن الشاحنة التي كانوا يعملون عليها "لم تكن جاهزة للعمل أبداً". وأحد أسباب ذلك أنه: "تم تشغيل جميع المكونات الكهربائية من خلال سلك يمتد من مصدر طاقة خارجي، بدلاً من بطارية الشاحنة".
قال المدعون العامون في الشكوى الجنائية: "لم تصل "نيكولا" بنجاح إلى مرحلة إنشاء نموذج أولي يعمل بكامل طاقته في حدث إطلاق "نيكولا ون" في الأول من ديسمبر 2016، على عكس ادعاءات ميلتون. في الواقع، لم يكن نموذج "نيكولا ون" الأولي مكتملاً، بغض النظر عن عمليات الاختبار والتحقق في موعد الكشف عنها".
وأضافت: "كان النموذج الأولي ينقصه أجزاء مهمة كثيراً، بما في ذلك التروس والمحركات، وكان نظام التحكم (النظام الذي ينقل توجيهات السائق إلى السيارة) غير مكتمل. كما كان نظام المعلومات والترفيه في المقصورة غير مكتمل أيضاً. بدلاً من ذلك، ولغرض الكشف عنها، تم تركيب أجهزة الكمبيوتر اللوحية أو شاشات الكمبيوتر الأخرى في المناطق التي ستكون فيها شاشات المعلومات والترفيه، وتعيين الشاشات لعرض الصور التي تم إنشاؤها لتبدو وكأنها شاشات المعلومات والترفيه، مع عدادات السرعة والخرائط، وغيرها من المعلومات المعروضة".
بحسب اللجنة فقد "سُحبت الشاحنة إلى المنصة ليلاً قبل الحدث، وتم تشغيل الشاشات والأضواء بواسطة بطارية خارجية وسلك طاقة يمر أسفل الشاحنة وصولاً إلى الحائط، والذي كان لا بد من فصله يدوياً مع دوران المنصة"، وتابعت: "وبالمثل، كان لابد من توصيل خط إمداد هوائي بالمركبة للحفاظ على عمل التعليق الهوائي للشاحنة والمكابح الهوائية، نظراً لوجود تسرب بطيء في الإمداد الهوائي للشاحنة. و أدار موظفو "نيكولا" الأضواء الأمامية للشاحنة في هذا الحدث عن طريق التحكم عن بعد".