تزايد عدد الزلازل التي ضربت مناطق استخراج النفط الصخري في الولايات المتحدة بشكل كبير، حيث تضخ الشركات المنتجة كميات هائلة من المياه الملوثة من آبار النفط والغاز الخاصة بها تحت الأرض.
وتضاعف عدد الهزات التي لا تقل عن درجتين على مقياس ريختر، أربع مرات من مستويات عام 2017 إلى رقم قياسي 938 في 2020، وهو رقم مرشح للارتفاع خلال 2021، وفقا لتحليل شركة "ريستاد إنرجي" للبيانات في أوكلاهوما وتكساس ولويزيانا ونيو مكسيكو.
رغم ارتباط الزلازل منذ فترة طويلة بالنشاط المتعلق بإنتاج النفط الصخري، إلا أن التقرير يقدم المزيد من الأدلة على وجود الصلة في جنوب غرب الولايات المتحدة، حيث تزايد نشاط التنقيب عن النفط في العقد الماضي.
ارتفع عدد الزلازل بشكل كبير في 2020، في ظل تراجع الإنتاج وسط الوباء وتراجع كمية المياه العادمة المحقونة في آبار للتخلص من المخلفات، لكن التخلص من المياه - السبب الأكبر وراء الزلازل في حقول النفط والغاز - ارتفع بشكل حاد من عام 2011 حتى عام 2019 إلى أكثر من 12 مليار برميل، مما هيأ ظروفا يمكن أن تجعل الأرض غير مستقرة بشكل عام.
أدت الهزات المتزايدة والكميات الهائلة من مياه النفايات إلى زيادة المخاوف البيئية المحيطة بإنتاج النفط والغاز من الحقول الصخرية. وخضعت أعمال الحفر لمزيد من التدقيق في السنوات الأخيرة، مع تعرض الشركات لضغوط من المستثمرين للكشف عن مخاطر المناخ وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
قال رايان هاسلر، المحلل في "ريستاد"، في تقرير يوم الخميس: "الزلازل ليست القضية البيئية الوحيدة الناجمة عن التخلص من مياه الفضلات.. إن مصادر المياه العذبة بالمناطق القاحلة في غرب تكساس ونيو مكسيكو تهدد إمدادات المياه للمجتمعات المحلية والأنشطة الزراعية الأساسية".
يمكن أن تحدث الهزات في حقول النفط الصخري أيضا بسبب تكسير أو تفجير الصخور، لاستخراج النفط والغاز، ومع ذلك، فإن معظم تلك الزلازل غير محسوسة.
يكمن الخطر الحقيقي في إمكانية تسبب عمليات التكسير في تفاعل متسلسل يؤدي إلي حدوث زلزال أكبر إذا كان حقل النفط يقع على طول صدع جيولوجي. وقال "هاسلر" إنه للحفاظ على التخلص من المياه عند مستويات 2020، يتعين على الصناعة معالجتها وإعادة تدويرها، الأمر الذي قد يكلف الشركات المنتجة أكثر من مليار دولار سنويا.