كان الحفاظ على المحيط في يومٍ من الأيام هدفاً للديمقراطيين والجمهوريين على حدٍ سواء. حيث تعاونوا في الكونغرس، لضمان إدارة مصائد الأسماك الأمريكية بشكلٍ مستدام، وحماية الكائنات البحرية المعرضة للخطر من خلال حظر استخدام الشباك العائمة وقطع زعانف سمك القرش، وتخصيص مساحات كبيرة من المحيط للحماية الخاصة.
المحميات البحرية
عندما كان رئيساً، خصص "جورج بوش" الابن، ست محميات بحرية وطنية، أكثر من أي إدارة سابقة، وعقد الرئيس "بيل كلينتون" أول مؤتمر وطني للمحيطات في أمريكا.
استخدم "بوش" قانون الآثار لإنشاء أكبر منطقة محمية بحرية في العالم، "باباهاناوموكواكيا" (Papahanaumokuakea)، في شمال غرب جزر هاواي. وضاعف الرئيس "باراك أوباما" مساحة المياه الأمريكية المحمية أربع مرات.
رغم ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات وارتفاع مستويات سطح البحر، فقد تضاءل هذا التقليد بين الحزبين في السنوات الأخيرة.
برنامج "بايدن"
حالياً، التزم البيت الأبيض ببرنامج اقتصادي طموح يمثل العمل من أجل المناخ جوهره. يريد الرئيس "جو بايدن" وفريقه المعني بالمناخ، زيادة إنتاج طاقة الرياح البحرية بسرعة، وخفض انبعاثات نشاطات الشحن والموانئ، وحماية بيئة المحيطات والمجتمعات الساحلية.
لكن التقدم من جديد في هذا الملف، سيتطلب إحياء الشراكة بين الحزبين في الكونغرس. يمكن للرئيس أن يتخذ خطوات مهمة من خلال الإجراءات التنفيذية، ولكن إذا كان مقدراً لسياسة المحيطات المناخية الاستمرار، فيجب على الكونغرس دعمها.
قدّم أعضاء الكونغرس مقترحات سياسية مبتكرة من "الصفقة الزرقاء" الجديدة إلى قانون الحلول المناخية القائم على المحيطات، لكنها حتى الآن لا تزال مجرد مقترحات.
إذا أخذنا بعين الاعتبار موافقة "بايدن" على أول مزرعة رياح بحرية على نطاق تجاري قبالة سواحل ماساتشوستس، فسنجد أنها بداية مساعيه لإنتاج 30 غيغاوات من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030 (ما يكفي لتزويد حوالي 10 مليون منزل بالكهرباء وخلق ما يقدر بـ 77 ألف وظيفة).
ضرورة دعم الكونغرس
من أجل جعل التزام الرئيس حقيقة واقعة، على الكونغرس توسيع الحوافز الضريبية لمشاريع طاقة الرياح الجديدة من أجل إدخال تحسينات على شبكة الكهرباء.
يجب أن تكون هذه الحوافز مشروطة بالتوظيف المحلي والاستثمار في تنمية القوى العاملة والأجور التي تعيل الأسرة، كما فعلت ولاية نيويورك مع "كلايمت جوبز نيويورك".
يجب على المشرِّعين أيضاً الاستثمار بشكلٍ مباشر في التدريب على الوظائف الخضراء، وتعزيز سلسلة التوريد المحلية لتصنيع توربينات الرياح.
عليهم أيضاً تمويل البحث العلمي اللازم لتقييم وتقليل تأثيرات مزارع الرياح على مناطق الصيد والحياة البرية، مثل "حوت شمال الأطلسي الصائب" المهدد بالانقراض.
حماية المحيطات
ثم هناك حاجة لحماية الأماكن ذات الخصوصية بالمحيطات والمجتمعات الساحلية. تهدف خطة بايدن إلى الحفاظ على 30% من المحيط بحلول عام 2030، والاستثمار في حماية واستعادة النظم البيئية الساحلية والمحيطية، للحماية من ارتفاع مستوى سطح البحر والعواصف، وتحسين البيئة، وامتصاص انبعاثات الكربون.
إنها أهداف مهمة. الآن يجب على الكونغرس توفير الموارد التي ستحتاجها الوكالات الفيدرالية للعمل مع المعنيين والعلماء لتحديد الأماكن التي تتطلب الحماية.
هناك بالفعل دعم من الحزبين في الكونغرس لبرنامج من شأنه أن ينفق 10 مليارات دولار على مشاريع ترميم السواحل، ولكنه يحتاج إلى تفويض، من أجل تضمينه في حزمة البنية التحتية التي ستصدر قريباً، إن كان يتعين إنجاز الأعمال المتراكمة بسرعة كافية، لتقليل المخاطر الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه البحار.
يمكن أن يكون فريق المناخ المدني، الذي اقترحه الرئيس، إذا سمح الكونغرس بتمويله، أحد السبل لجعل الناس يعملون على استعادة هذه النظم البيئية.
وبينما يدرس الكونغرس إنفاق مئات المليارات على البنية التحتية على الأرض، فيجب أن يقرر - كما فعل "أوباما" في السابق – على عدم الموافقة على البناء الممول بدولارات دافعي الضرائب في المناطق التي سيغرقها ارتفاع مستوى مياه البحار قريباً.
زيادة تاريخية
في إعلانه عن التزامه بالنزاهة العلمية، والحاجة إلى بيانات وتنبؤات مناخية أفضل، دعا "بايدن" إلى زيادة تاريخية بنسبة 25% في ميزانية الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. لكن الكونغرس هو المخوّل بمنح إذن الإنفاق.
يؤيد الشعب الأمريكي على نطاق واسع الحفاظ على سواحل ومحيطات نظيفة وصحية. ويريدون من الحكومة كبح التلوث، وتوسيع المناطق المحمية والاستثمار في البنية التحتية للطاقة النظيفة والمتجددة. لقد وضع البيت الأبيض الرؤية السياسية الصحيحة، وعلى الكونغرس جعلها حقيقة.