من الطبيعي أن تفوق استثمارات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي الشخصية متوسط باقي الاستثمارات، عندما يتعلق الأمر بمعايير تغير المناخ أو تعزيز حوكمة الشركات.
يحتفظ أعضاء مجلس الإدارة والمجلس الإشرافي للبنك المركزي الأوروبي بنحو نصف استثماراتهم الشخصية في أصول تحتل مرتبة "متوسطة" أو "متباطئة" على تصنيفات الاستدامة الذي وضعته شركة "إم إس سي آي" وفقاً لتحليل "بلومبرغ نيوز" اعتمدت فيه على الإفصاحات المتاحة.
تم تصنيف نحو ربع الاستثمارات والأوراق المالية بحوزة صانعي السياسات في المركزي الأوروبي "رائدة" في اتباع المعايير البيئية، والاجتماعية، ومعايير الحوكمة والاستدامة، بينما لم يتم تصنيف أكثر من ربع تلك الاستثمارات.
دلائل تطبيق معايير الاستدامة
تظهر النتائج حجم التحدي الذي يواجه الصناعة المالية للتحول نحو تطبيق إجراءات أفضل بشأن تغير المناخ وأهداف أخرى مثل المساواة بين الجنسين في الشركات أو حقوق العمل، حتى من قبل المتخصصين. وبالتالي سيكون سحب الاستثمارات من الشركات التي تضر بالبيئة وعدم الامتثال للأهداف الاجتماعية فوضوياً ويستغرق وقتاً أطول؛ فقد تطلب الأمر لتخارج بيل غيتس من الاستثمار في الوقود الأحفوري وقتاً طويلاً.
تُظهر كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، منذ توليها قيادة المؤسسة في عام 2019، مساندتها لجهود الاتحاد الأوروبي للانتقال إلى اقتصاد أكثر دعماً لقضايا المناخ وتعزيز المساواة بين الجنسين في مقر العمل.
أثناء حديث دعت فيه إلى تطبيق مزيد من الإجراءات التنظيمية لدعم التمويل المستدام في 6 مايو، قالت لاغارد، إن "التحوّل إلى وقف الانبعاثات بشكل كامل والوصول لمستويات مقبولة من التحوّل الرقمي والحوكمة يتطلب استثمارات كبيرة بكافة أنحاء أوروبا على مستوى التكنولوجيا والبنية التحتية والشبكات".
رفض متحدث باسم البنك المركزي الأوروبي التعليق على المحافظ الاستثمارية الخاصة لمسؤولي البنك.
تقدم تصنيفات القدرة على الصمود أمام المخاطر البيئية، أو الاجتماعية، أو الحوكمة دلائل على تطبيق معايير الاستدامة بالنسبة للمستثمرين؛ لكنها تبقى مؤشرات جديدة نسبياً وتعاني من نقص في البيانات القابلة للمقارنة. وقد أشارت لاغارد ومسؤولون آخرون إلى أن صعوبة وضع مؤشرات لقياس المناخ والمخاطر الأخرى تعرقل استخدام مثل هذه التصنيفات لقياس التغير في الصناعة.
محفظة خاصة
تعهد المسؤولون في البنك المركزي الأوروبي بزيادة تركيز الاستثمارات الخضراء في محفظة "الصناديق الخاصة" التي يستخدمها البنك لتوليد الدخل لنفقات التشغيل. يأتي ذلك في الوقت الذي لا يزال البنك يناقش إلى أي مدى يمكن أن يدمج بشكل مبرر أهداف المناخ في سياسته النقدية.
تكشف الإفصاحات بعض الاستثمارات الخاصة بالمسؤولين والأوراق المالية التي تخضع للتصنيفات المتعلقة بمخاوف الصمود أمام المخاطر التي تهدد الاستدامة بشكل مباشر.
تصنف مؤشرات "إم إس سي آي" مدى مرونة الشركات والاستثمارات في مواجهة المخاطر البيئية، والاجتماعية، والحوكمة الخاصة بالصناعة على المدى الطويل حيث تتراوح تلك التصنيفات بين: رائدة (AAA ، AA)، ومتوسطة (A ، BBB ، BB) إلى متأخرة (B ، CCC).
وبالنظر إلى استثمارات إيزابيل شنابل، عضوة مجلس الإدارة التنفيذي، نجدها تمتلك 11 أصلاً تندرج ضمن فئة "رائد" وفق تصنيفات "إم إس سي آي"، من بينها أسهم في "مايكروسوفت" وشركة "ساب"، بالإضافة إلى 27 من الأصول التي تم تصنيفها "متوسطة".
تُعد محفظة شنابل من أكثر المحافظ تنوعاً بين محافظ أعضاء مجلس الإدارة. وقد تحدثت شنابل في مدونة صوتية نُشرت في 12 مايو عن الحاجة إلى تنويع الاستثمارات، وأشارت إلى أن رؤيتها لكيفية تعامل البنوك المركزية مع التهديد البيئي قد تغيرت. وقالت: "بمجرد التعرف بدقة على مدى أهمية القطاع المالي لهذا التحوّل الأخضر، يجب الاعتراف بضرورة إعادة تفكيرنا كمحافظين في البنوك المركزية بشأن مكافحة تغير المناخ".