يتخذ مزيد من المدن تدابير لمكافحة تغير المناخ وتخفيف تأثير الظواهر الجوية المتطرفة في مجتمعاتهم. مع ذلك لا يزال الفجوة كبيرة بين ما هو مطلوب وما هو واقع.
ومؤخراً أجري مشروع الكشف عن الكربون غير الربحي (CDP) استطلاعاً شمل 812 مدينة، وأعربت المدن كافةً تقريباً، التي شملها الاستطلاع، عن درايتها التامة بمواجهة مخاطر عديدة. على سبيل المثال يمكن مواجهة الحرارة الشديدة والفيضانات والعواصف المطيرة التي تَعرَّض سكانها والبنية التحتية للخطر، في حين أن أقلّ من نصف هذه المدن لديه خطة مفصلة لمعالجة المشكلة.
قالت ميرجام ولفروم، مديرة المشاركة السياسية في مشروع الكشف عن الكربون في أوروبا: "سجّلَت المدن تحسُّناً في خطط المناخ، لكن تبقى فجوة بالتأكيد". وأضافت: "نحتاج إلى مزيد من الخطط، وبوتيرة أسرع".
وتعتبر المدن جزءاً أساسياً في مكافحة الاحتباس الحراري، فهي مسؤولة عن نحو ثلاثة أرباع انبعاثات الغازات الدفيئة حول العالم، وتستهلك نحو ثلث إمدادات الطاقة في العالم.
ويقول علماء المناخ إن الانبعاثات بحاجة إلى لانخفاض إلى النصف بحلول عام 2030 والوصول إلى صفر صافٍ بحلول عام 2050. فهذه الخطوة ضرورية للحفاظ على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية أو بالقرب منها بحلول نهاية القرن.
والواقع أن 17% فقط من المدن تنفّذ الإجراءات في مختلف المجالات الأربعة التي يقول مشروع الكشف عن الكربون إنها ذات التأثير الأكبر، عندما يتعلق الأمر بخفض الانبعاثات. وهذه المجالات هي البناء والنقل وشبكات الكهرباء وإدارة النفايات.
ففي تمويل المشاريع أيضاً فجوة، إذ حُدّد حول نصف المدن التي شملها الاستطلاع، أكثر من ألف مشروع مناخي يمكن إنشاؤها، بما يتطلب استثمارات إجمالية إضافية تبلغ 42 مليار دولار، حسب التقرير.
الأهداف القائمة على العلم
يضيف ولفروم: "إن العقبات الرئيسية تتمثل في البيئة المعقدة التي تعمل المدن في ظلها، وسط السياقات المحلية المتنوعة للغاية، فضلاً عن القضايا المتعلقة بالميزانية". وأضاف: "عادة ما تتعامل المدن مع أحد الجوانب، وتتراجع عن أخرى".
ويُعتبر الكشف عن تغيُّر المناخ هو الخطوة الأولى لمساعدة المدن على فهم مخاطر المناخ، ثم يتعين عليهم تطوير خطة ذات أهداف قصيرة وطويلة الأمد، وآلية للإبلاغ بانتظام عن التقدم المُحرَز.
في استطلاع مشروع الكشف عن الكربون، كان لدى 365 من المشاركين خطط لخفض الانبعاثات على مستوى المدينة في عام 2020، مقارنة بـ16 مدينة فقط قبل عقد، لكن 148 فقط كانت لديهم أهداف متوافقة مع مبادرة الأهداف القائمة على العلم.
وقد ارتفع عدد المدن التي تستعد لتقييم المخاطر بأكثر من 10 أضعاف إلى 478 مدينة خلال العقد الماضي، لكن 43% من المدن المتوقَّع ارتفاع تعدادها السكاني بأكثر من 400 مليون شخص بحلول عام 2030، لا تزال تفتقر إلى خطط للتكيف مع المناخ.
جدير بالذكر أن نقاط الضعف الرئيسية المُبلَغ عنها تتمثل في الاستعداد للعواصف المطيرة وموجات الحر والجفاف.