أصدرت قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 29" اليوم الخميس مسودة اتفاق أولية تتضمن تمويلاً بقيمة لا تقل عن تريليون دولار، إلا أن التفاصيل الرئيسية حول مصادر توفير هذا التمويل لا تزال بحاجة إلى التوضيح.
قدمت أذربيجان، التي تستضيف فعاليات القمة، مسودة اتفاق تمويل من 10 صفحات قبل الساعة 8 صباحاً بالتوقيت المحلي. وأثارت المسودة نقاشاً حاداً بين مندوبي المؤتمر في باكو بسبب نقص التفاصيل حول كيفية تحقيق هذا المستوى من التمويل، بما في ذلك مقدار التمويل الذي سيأتي من القروض التي قد تزيد من الضغوط على الدول الفقيرة المثقلة بالفعل بالديون.
وضعت المسودة حداً أدنى للتمويل بقيمة تريليون دولار سنوياً، يتم توفيره من مجموعة متنوعة من المصادر، بما يتجاوز تحقيق الهدف الحالي البالغ 100 مليار دولار لتمويل المناخ، والذي ينتهي العمل به العام المقبل.
خيارات توفير التمويل المناخي
تضمنت المسودة خيارين لتحقيق الهدف، أحدهما يمنح البلدان وقتاً لزيادة التمويل تدريجياً للوصول إلى المبلغ الكبير المطلوب، والآخر يسعى لجمع المبلغ سنوياً في الفترة بين 2025 و 2035. وكلا الخيارين من شأنهما فتح الباب أمام الدول الغنية التي ليست مانحة حالياً، مثل الصين والمملكة العربية السعودية، لتقديم الدعم.
بموجب أحد الخيارين، تتم دعوة "الأطراف من البلدان النامية الراغبة للمساهمة في الدعم" إلى تقديم هذه المساعدة طواعية، دون احتسابها ضمن التعهد السنوي. ويوضح الخيار الثاني أن البلدان المتقدمة تتولى زمام المبادرة لتحقيق هدف التمويل الجديد، بما في ذلك "جهود البلدان الأخرى ذات القدرة الاقتصادية على المساهمة".
مع ذلك، ظلت العديد من التفاصيل المهمة في المسودة بدون تحديد، وسوف تشكل واحدة من ساحات الخلاف على مدى الأيام المقبلة. كما لم يتم التوصل إلى إجابات نهائية إزاء المسائل المعقدة بشأن حجم التمويل، بما في ذلك مقدار ما سيأتي في شكل الدعم ميسر التكلفة سواء كان ذلك في شكل منح أو قروض مخفضة بشكل كبير.
تحديات أمام اتفاق "كوب 29"
قال روب مور، المدير المساعد لدى منظمة " إي ثري جي" ( E3G) العاملة في مجال الأبحاث والسياسات البيئية: "من شأن غياب خطة واضحة وعدم تحديد قيمة المساهمات المالية أن يجعل المفاوضين يبذلون جهداً هائلاً لتحقيق التقدم الذي يتعين عليهم إحرازه خلال اليوم أو اليومين المقبلين".
قال مفاوضون عن الدول المتقدمة، بما في ذلك من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إن أي اتفاق يجب أن يكون متوازناً بين التمويل وتعزيز الطموحات الخاصة بخفض الانبعاثات. ومن بين العناصر الرئيسية في قمة المناخ هذا العام هو إعادة التأكيد على التعهد الذي تم تقديمه خلال قمة "كوب 28" في دبي العام الماضي، للتحول بعيداً عن استخدام الوقود الأحفوري.
كما يظهر الهدف المتعلق باستخدام مصادر طاقة بديلة عن الوقود الأحفوري ضمن أربعة خيارات في وثيقة منفصلة مراحل تنفيذ ما يُسمى بـ"المراجعة العالمية"، التي تهدف إلى دفع الدول لسد الفجوة الكبيرة بين أهداف المناخ والإجراءات الحالية لتحقيقها.
قال لي شو، مدير المعهد الآسيوي لسياسات المجتمع (the Asia Society Policy Institute): "بخلاف توثيق المواقف الحالية للأطراف المشاركة في المفاوضات، لا تقدم هذه الوثيقة أي معلومات إضافية. ما زلنا بعيدين عن التوصل لاتفاق نهائي"، في إشارة إلى مسودة الاتفاق بشأن التمويل.