أعلنت الولايات المتحدة والصين التزامهما بالتعاون من أجل التصدي لظاهرة تغيّر المناخ، وذلك في بيان مشترك صادر عن الدولتين عقب اجتماعات عُقدت بين كبار المبعوثين الأسبوع الماضي وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية بين البلدين.
وقالت الدولتان إنهما ستعملان سوياً ومع أطراف أخرى لدعم تنفيذ اتفاق باريس، ولتعزيز نجاح مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ الذي سينعقد في جلاسكو بوقت لاحق من هذا العام.
ويشير البيان إلى نية البلدين للتعاون في مجال المناخ رغم التوترات بشأن قضايا تتراوح من التجارة إلى انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة من قبل الصين.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا، اللذان التقيا في البيت الأبيض يوم الجمعة، إنهما "يتشاركان في مخاوفهما بشأن الممارسات الصينية التي لا تتفق مع النظام الدولي القائم على القواعد." ورفضت وزارة الخارجية الصينية الانتقادات واتهمت الرؤساء بالتدخل في شؤونها.
وقال لي شو، محلل المناخ في منظمة السلام الأخضر شرق آسيا ببكين، عبر رسالة بالبريد الإلكتروني يوم الأحد: "يعتبر البيان المشترك خطوة ثابتة نحو التعاون وسط التحديات الجيوسياسية الكبيرة.
وأكد البيان على الحاجة إلى إجراءات طموحة على المدى القريب، وعلى استمرار الأعمال المشتركة في المجموعة 2 بشأن قضية وجودية ذات اهتمام عالمي."
وقالت الدولتان في البيان إن بايدن سيستضيف مؤتمراً افتراضياً للمناخ يومي الخميس والجمعة مع قادة العالم، وستشترك كل من الولايات المتحدة والصين في هدف القمة المتمثّل في زيادة طموح المناخ العالمي بشأن التخفيف والتكيّف والدعم.
وتدعم الولايات المتحدة والصين هدف اتفاقية باريس للحد من الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية إلى ما دون درجتين مئويتين ومحاولة تقييده إلى 1.5 درجة مئوية، وفقاً للبيان المشترك الذي أعقب المناقشات في شنغهاي يومي 15 و16 أبريل بين المبعوث الرئاسي الأمريكي للمناخ جون كيري ونظيره الصيني شي زينهوا.
وواجهت الصين ضغوطاً من دول أخرى لتسريع مسارها إلى ذروة الانبعاثات ولتحديد التفاصيل حول اعتزامها الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060. وقد تعرضت أحدث خطة خمسية حكومية، نُشرت في شهر مارس، إلى انتقادات شديدة بسبب افتقارها إلى الطموح وعدم تضّمنها أي هدف صعب جديد لخفض الانبعاثات.
وحرص الرئيس تشي جين بينغ من خلال دبلوماسية المناخ على إظهار القيادة العالمية على نقيض التوترات التجارية الصينية مع الولايات المتحدة وحلفائها، أو التدقيق العالمي بشأن انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة في شينجيانغ والرقابة السياسية في هونغ كونغ.
وجعل تشي البيئة أولوية له منذ أن أصبح رئيساً في عام 2013، وتحدث في وقت مبكر من ولايته عن إعادة السماء الزرقاء إلى بكين واستعادة بيئة الصين إلى المناظر الطبيعية الجميلة التي كان يتذكرها عندما كان طفلاً. وساعدت سياساته أيضاً في دفع الصين إلى دور عالي رائد في تصنيع الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والمركبات الكهربائية.
وفي عام 2014، تفاوض تشي والرئيس باراك أوباما على صفقة ثنائية للانبعاثات ساعدت في تمهيد الطريق لاتفاقية باريس للمناخ لعام 2015.
ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل، حيث تعد الصين إلى حد بعيد أكبر مساهم في غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وتخطط لزيادة انبعاثات الكربون حتى نهاية العقد. كما تواصل الحكومة أيضاً دعم صناعة الفحم الضخمة في البلاد.