قبل أربع سنوات، طرح إيلون ماسك مشروعاً طموحاً لإقامة نفق تحت الأرض يربط بين العاصمة واشنطن ومدينة بالتيمور. وبعد عام، كشفت شركة شقّ الأنفاق "بورينغ" التابعة لماسك عن مشروع طموح آخر، يتمثل بنظام نقل تحت الأرض مخصص لنقل الجمهور إلى ملعب فريق لوس أنجلوس دودجيرز. إلا أن أياً من هذين المشروعين لم يقترب بعد من إبصار النور بعد.
ولا يزال المشروعان عالقين في دوامة من المراجعات البيئية ولم يبدأ بعد تنفيذ أي منهما. حتى أن شركة "بورينغ" أزالت أي ذكر للمشروعين عن موقعها الالكتروني، ما يؤشر إلى تخلي ماسك عنهما.
وقالت دينا بيلزير، رئيسة شركة "إستراتيجيك ايكونوميكس" الاستشارية والأستاذة المحاضرة في التخطيط الإقليمي في جامعة كاليفورنيا – بيركلي "تبقى مشاريع البنية التحتية الضخمة عالقة في الأذهان حتى بعد فترة طويلة من موتها بسلام"، وأضافت "أعتقد أنه يمكن إعلان موت هذين المشروعين".
وكان مشروع نفق المركبات الكهربائية بين بالتيمور وواشنطن الذي أعلنت عنه شركة "بورينغ" في العام 2017، قد أحرز التقدم الأكبر بين المشروعين. فقد اشترت الشركة قطعة أرض في واشنطن يمكن أن تستخدم كمحطة محتملة، وفي عام 2012 نشر مسؤولو النقل في مريلاند والمسؤولون الفدراليون مسودة التقييم البيئي للمشروع مؤلفة من 411 صفحة. كان ذلك قبل سنتين، أمّا الخطوة التالية فتتطلب إعلان إدارة الطرق السريعة الفدرالية أن المشروع لن يكون له أي تأثير أو يتطلب إجراء مراجعة أكثر عمقاً، فيما يعرف بدراسة الأثر البيئي.
أمّا الممر تحت الأرض نحو ملعب فريق دودجرز الذي تم الإعلان عنه في العام 2018، فلا يزال في مرحلة متأخرة أكثر. وفي العام الماضي، قال المسؤولون في المدينة إن المشروع لا يزال في مرحلة المراجعة البيئية، ما يعني في هذه الحالة أن شركة خارجية تدرس الآثار البيئية للمشروع. ولم يتم نشر أي تقرير في هذا الخصوص. وعند السؤال عن المشروع، طلب المسؤولون توجيه السؤال إلى شركة "بورينغ" التي لم تجب عن الأسئلة المرسلة إليها بالبريد الالكتروني.
كذلك، لم يجب فريق لوس أنجلوس دودجيرز على طلبات التعليق. وأحالت دائرة النقل في مريلاند الأسئلة إلى شركة "بورينغ" وإدارة الطرق السريعة الفدرالية حيث قالت الأخيرة إن الشركة وحدها قادرة على الإجابة ما إذا كانت ستمضي قدماً بالمشروع وحسب أي جدول زمني.
تحديات هيكلية
وكان مشروع نفق فريق دودجيرز قد أثار الكثير من الحماس، بالأخص بعد أن تحدث المسؤول المالي للفريق في حينها تاكر كاين عن خطة لنقل الجمهور من الأحياء المجاورة إلى الملعب في غضون دقائق. ولكن مرّت المهلة النهائية في العام الماضي بدون افتتاح أي نفق.
ويكشف توقف مشروعين ضخمين لشركة "بورينغ" التحديات الهيكلية والتنظيمية الضخمة التي تواجهها شركة ماسك التي تسعى لبناء أنفاق عميقة تحت الأرض مناسبة لمركبات تسلا. وكانت مشاريع أخرى قد تأجلت أو ألغيت في السابق، بينها مشروع نفق في مطار أوهير الدولي في شيكاغو الذي تعرقل بعد أن أعلن أكبر داعم له، العمدة السابق رام إيمانويل إنه لن يترشح مجدداً للانتخابات في نهاية العام 2018. كذلك، ألغي اقتراح نفق آخر في غرب لوس أنجلس بعد أن رفع السكان دعوى قضائية. وتجدر الإشارة إلى أن نفق بالتيمور – واشنطن نفسه كان في الأصل مشروعاً أكبر للربط بين نيويورك وواشنطن.
ولكن على الرغم من الانتكاسات، تمكنت شركة "بورينغ" من تحقيق خطوات مهمة في الأشهر الماضية. ففي الأسبوع الماضي، كشف المسؤولون في مركز المؤتمرات في لاس فيغاس للمراسلين عن نفق يمتد لنحو ميل. كما أن خطط الشركة لإقامة نظام أنفاق أوسع في لاس فيغاس تحرز تقدماً بعد أن نالت الموافقة المبدئية من السلطات المعنية. وتقوم الشركة بدراسة حالة التربة والمياه الجوفية قبل التقدم بطلب للحصول على تراخيص بحسب ما قاله المتحدث باسمها.
أمّا في ما يخص المشاريع الأخرى، فلا يزال ثمة أمل بأن تتم إعادة إحياء مشروعيْ نفق فريق دودجيرز والنفق الرابط بين واشنطن وبالتيمور يوماً ما. وقالت بيلزير "في كثير من الأحيان تعود الأمور بأشكال أخرى"، وأضافت "يمكنك التنصل من وثيقة وفاتك من خلال توقيع إخلاء مسؤولية في حال عدت كزومبي".