تواجه حيوانات "الليمور" في مدغشقر ونمور الجليد في الهملايا، إلى جانب المئات من الأجناس المتوطنة الأخرى خطر الانقراض في حال عدم معالجة انبعاثات غازات الدفيئة.
وتعتبر النباتات والحيوانات المتوطنة في مكان واحد، مثل جزيرة واحدة أو بلد واحد، أكثر عرضة لمخاطر التغير المناخي، بحسب دراسة أجراها فريق دولي من العلماء ونشرت في دورية Biological Conservation يوم الجمعة. وتواجه هذه الأجناس خطر الانقراض أكثر بثلاث مرات من الأجناس الأخرى، وفق تحليل نحو 300 منطقة تنوع بيئي بارزة على اليابسة وفي البحر.
وقالت ماريان فال، الباحثة في جامعة ريو دي جانيرو الفدرالية التي شاركت في الدراسة "للأسف، تظهر دراستنا أن هذه المناطق الغنية بالتنوع البيولوجي لن تشكل ملجأً آمناً من التغير المناخي"، محذرةً من أن ذلك "قد يؤدي إلى زيادة وتيرة الانقراض بشكل كبير حول العالم".
وتشير الدراسة إلى أن حوالي 92% من كافة الأجناس المتوطنة على اليابسة و95% في البحر سوف تتراجع أعدادها أو تنقرض بشكل كامل في حال استمرار معدلات الانبعاثات الحالية التي ستؤدي إلى ارتفاع حرارة الأرض بمقدار 3 درجات بحلول نهاية القرن بالمقارنة مع معدلات ما قبل الثورة الصناعية. وفي الجبال، تواجه 84% من النباتات والحيوانات المتوطنة خطر الانقراض، ويرتفع هذا المعدل إلى 100% في الجزر.
مخاطر ضخمة
وأشارت الدراسة إلى أن معظم هذه الأجناس سوف تتمكن من البقاء في حال بقيت معدلات ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة، أو أقل من درجتين، وهو المعدل الذي التزمت به الحكومات في العام 2015 عند توقيع اتفاقية باريس. مع ذلك، حتى عند ارتفاع الحرارة لـ1.5 درجة، فإن 2% من الأجناس على اليابسة وفي البحر سوف تنقرض، وتصل هذه النسبة إلى 4% في حال ارتفاع الحرارة إلى درجتين.
وحذرت ستيلا مانيس، المعدة الرئيسية للدراسة والباحثة في الجامعة الفدرالية من أن "خطر فقدان هذه الأجناس إلى الأبد يزداد أكثر بعشر مرات في حال لم نحقق أهداف اتفاقية باريس". وأضافت "قيمة التنوع المناخي أكبر ممّا نراه، فالبيئة الصحية تؤمن مساهمات هائلة للبشر، من الماء إلى الغذاء والمواد والحماية من الكوارث والترفيه وفرص التواصل الثقافي والروحي".