تعتزم "إيرباص" دعم خطَّتها المبتكرة لتصنيع طائرة تعمل بالهيدروجين بحلول منتصف العقد المقبل من خلال محاولات تزويد الطائرات التقليدية بالوقود المستدام.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، غيوم فوري، يوم الثلاثاء، إنَّه واثق من أنَّ صانعة الطائرات الأوروبية بإمكانها إدخال طائرة تعمل بالهيدروجين إلى الخدمة مع حلول عام 2035. وفي غضون ذلك، ستعمل "إيرباص" على زيادة كمية وقود الطيران المستدام الذي يمكن استخدامه في محرِّكاتها، بهدف أن تصل نسبة استخدام وقود الهيدروجين إلى 100% مقابل 50%.
استخدام الوقود المستدام
وأضاف فوري خلال احتفالية أقيمت عبر الإنترنت استضافتها شركة "يوروكنترول"، التي تدير الحركة الجوية في المنطقة: "أودُّ تصحيح سوء الفهم. نحن لا نقول، إنَّنا سنستخدم وقود الهيدروجين وحده، بل كلا نوعي الوقود المستدام وغير المستدام على حدٍّ سواء. وعلى العكس من ذلك، ستلعب أنواع وقود الطيران المستدام بالتأكيد دوراً مهماً للغاية على المدى القصير جداً".
وتقرب تعليقات فوري شركة "إيرباص" من موقف منافستها الأمريكية "بوينغ"، التي استبعد مديرها التنفيذي، ديف كالهون، إمكانية استخدام طاقة الهيدروجين على نطاق واسع في الطيران التجاري لعقود.
يذكر أنَّ مصنِّعة الطائرات الأمريكية تستهدف التصديق على تشكيلة طائراتها للطيران باستخدام وقود مستدام بنسبة 100% مع حلول عام 2030.
لعبة الشطرنج
وفيما يعدُّ بمثابة لعبة شطرنج عالية المخاطر، يلعب الجدل حول تصميمات الطائرات التي سيتمُّ منحها الضوء الأخضر للتحليق خلال السنوات القادمة دوراً مهماً، إذ تدرس شركة "بوينغ" ما إذا كانت ستمضي قدماً في طرح طائرة جديدة يمكنها تحدي طائرة "إيرباص إيه 321 إكس إل آر" القادمة.
وأثبت نموذج "إيرباص"، الذي من المقرَّر طرحه لأوَّل مرة في عام 2023، شعبيته لدى شركات الطيران كونه يجمع بين اقتصاديات الطائرات ذات الممر الواحد، والقدرة على السفر لمسافات طويلة.
كما وعدت شركة "إيرباص" بطرحها طائرة تعمل بالوقود البديل بعد ذلك، وكانت صريحة بشأن خطط الهيدروجين الخاصة بها، ولكن على الرغم من ذلك، تسعى صانعة الطائرات الأوروبية لابتكار محرِّك لطائرة نفَّاثة ذات ممر واحد أكثر تقليدية قيد التطوير، بحسب ما ذكرت "بلومبرغ" في ديسمبر. وحينها، أشار المحللون إلى أنَّ المحادثات قد تركِّز على طائرة قد تكون قادرة على التحوُّل إلى وقود بديل مع تطور السوق.
ووفقاً لتصريحات فوري يوم الثلاثاء، فإنَّه مع نسبة الاستخدام الحالي للوقود الهيدروجيني أقل من 1%، تحتاج صناعة الطيران إلى تسريع تبنِّيها للوقود المستدام.
وتعدُّ تكلفة أنواع وقود الطيران المستدام أغلى بكثير من الكيروسين، مما يجعل شركات الطيران تحجم عن تحمُّل التكلفة الإضافية لاعتماد الوقود البديل أو نقلها إلى الركاب.
دفع الهيدروجين
قالت شركة "إيرباص"، إنَّها تدرس ثلاثة تصميمات محتملة لطائرتها التي ينتظر أن تعمل بالهيدروجين، إذ يضمُّ أحد التصميمات محرِّك توربيني، وآخر يميزه الجناح الممزوج بجسم الطائرة، وثالث لطائرة نفَّاثة أكثر تقليدية. وستستخدم جميع التصميمات الهيدروجين في توربينات الغاز المعدَّلة لدفع المحرِّكات، وفي خلايا الوقود لتوليد الطاقة الكهربائية.
وذكرت "بلومبرغ"، في فبراير، أنَّ خيار المحرِّك التوربيني يحظى بالتأييد فيما يتعلَّق بالظهور الأوَّل لطائرة الهيدروجين في منتصف عام 2030.
وعلى الرغم من سهولة تنفيذ تصميم الطائرة ذات المحرِّك التوربيني، إلا أنَّها ستكون ذات مدى أقصر، وستحمل عدداً أقل من الركاب مقارنة بالطائرات ذات الممر الواحد الموجودة حالياً. وبالتالي، فإنَّ ذلك التصميم يخاطب سوقاً محتملاً أصغر.
ويرى فوري أنَّ الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل أن يتم إزالة الكربون من أسطول الشركة بأكمله، مضيفاً أنَّه واثق من تحقيق هدف منتصف العقد الثالث من القرن الحالي لتصنيع طائرة تعمل بالهيدروجين شريطة جاهزية تقنياتها في "إيرباص" مع حلول عام 2025.
وتابع فوري أنَّه من الممكن أن يلتقي الهيدروجين والدفع الكهربائي في النهاية في ظلِّ كون البطاريات ثقيلة جداً لتشغيل الطائرات التقليدية، لكنَّ الحلول الأخرى مثل تشغيل خلية وقود بالهيدروجين أمر ممكن.
وأضاف أنَّ شركة "إيرباص" لا تزال مهتمة للغاية بالتنقل الجوي في المناطق الحضرية، أو ما يسمى بسيارات الأجرة الطائرة. وترى الشركة فرصة لاختبار الدفع الكهربائي على نطاق صغير في مثل تلك الطائرات، قبل توسيع نطاق استخدام التكنولوجيا ليشمل الطيران التجاري.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ أسهم "إيرباص" ارتفعت بنسبة 0.3% في باريس يوم الثلاثاء. وكانت قد ارتفعت بنسبة 8.8% هذا العام، في حين ارتفعت أسعار أسهم "بوينغ" بنسبة 18%.