المشروع البري الواقع في صعيد مصر يتوقع أن يبدأ توليد الكهرباء في 2032

مصر تشرع في بناء مزرعة رياح بتكلفة 10 مليارات دولار في 2026

مزرعة رياح "غرب بكر" التابعة لشركة "ليكيلا باور" قرب راس غارب في مصر بطاقة 252 ميغاواط - المصدر: بلومبرغ
مزرعة رياح "غرب بكر" التابعة لشركة "ليكيلا باور" قرب راس غارب في مصر بطاقة 252 ميغاواط - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يُتوقع أن تشهد مصر بناء واحدة من أكبر مزارع الرياح في العالم بحلول مارس 2026، إذ يسلط انقطاع التيار الكهربائي المرهق خلال فصل الصيف، الضوء على احتياجات الطاقة للدولة الواقعة في شمال أفريقيا.

من المقرر أن يبدأ المشروع البري العملاق الذي تتجاوز تكلفته 10 مليارات دولار في توليد الكهرباء خلال 2032، وفق محمد منصور، رئيس مجلس إدارة شركة "إنفينيتي باور" (Infinity Power)، وهو مشروع مشترك بين شركة "إنفينيتي" في مصر وشركة "مصدر" للطاقة المتجددة المملوكة لأبوظبي.

قال منصور في مقابلة إنه كان من المقرر أن يبدأ بناء المشروع بقدرة 10 غيغاواط هذا العام، لكنه تأخر بسبب عملية الاستحواذ على الأرض في منطقة غرب سوهاج بصعيد مصر.

يمثل تأمين مصادر جديدة للطاقة مسألة ملحّة بالنسبة إلى مصر، التي تعاني منذ حوالي عام من انقطاع التيار الكهربائي بشكل منتظم، في ظل ارتفاع درجات الحرارة ومشكلات أخرى تجعل الحكومة تكافح من أجل توفير الكهرباء للسكان الذين يزيد عددهم عن 105 ملايين نسمة. في حين أن مصر لديها حقول غاز بحرية كبيرة، وأصبحت مصدراً مهماً لأوروبا، إلا أنها اضطرت هذا العام لأن تتحول إلى الاستيراد مرة أخرى، إذ من المتوقع أن تكون مشتريات الغاز الطبيعي المسال هي الأعلى منذ 2018.

قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يوم الثلاثاء إن الحكومة خصصت 1.2 مليار دولار لواردات الطاقة الإضافية، بما في ذلك زيت الوقود الثقيل، في محاولة لإنهاء قطع التيار الكهربائي خلال الصيف.

ستكون الكهرباء المرتقب أن تولدها مزرعة الرياح في سوهاج بمثابة ميزة لمصر، التي تخطط لوقف تشغيل بعض محطاتها التي تعمل بالغاز مع نمو إنتاج الطاقة المتجددة. تطمح مصر لزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لديها إلى 42% بحلول 2030.

مصر هي واحدة من الدول القلائل في أفريقيا التي يُتوقع أن ترتفع لديها قدرة شبكة نقل الكهرباء بسرعة كافية لاستيعاب الكهرباء التي تولدها مزرعة الرياح، وفقاً لمنصور، مضيفاً: "شبكات نقل الكهرباء تمثل تحدياً كبيراً" للشركات التي تطور مشاريع الكهرباء الأكبر حجماً.

الحضور في الكاميرون

في سائر القارة الأفريقية، تستهدف "إنفينيتي باور" زيادة قدرتها الإنتاجية إلى 10 غيغاواط بحلول عام 2030، من 1.3 غيغاواط. قد توسع الشركة حضورها في الكاميرون، حيث تخطط لجمع ملياري دولار من طرح أدوات دين وإصدار أسهم، لتطوير مشاريع أصغر حجماً والتي تنتج مجتمعة 4 غيغاواط. قد تشمل هذه المشاريع، التي تتركز في غرب الكاميرون، منشآت الطاقة الشمسية والرياح وتخزين البطاريات والكتلة الحيوية.

قال منصور إن قدرة كل من تلك المصادر، ستكون محدودة نسبياً -حوالي 50 ميغاواط من الطاقة الشمسية، أو 100 ميغاواط من طاقة الرياح- لتجنب الضغط الزائد على شبكة نقل الكهرباء.

أصبحت البلدان الأفريقية تنظم نفسها في تجمعات إقليمية تسمح لها ببيع وشراء الكهرباء فيما بينها. وهذا العامل يمكّنها من جذب الاستثمارات لبناء شبكات أكبر يمكنها الوصول إلى بلدان خارج أفريقيا، ويمكن أن يفيد أجزاء من وسط وغرب أفريقيا، حيث لا يحصل الكثير من الناس على الكهرباء، وتكون باهظة الثمن بالنسبة لهم في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.

تتطلع شركة "إنفينيتي باور" أيضاً إلى التوسع في جنوب أفريقيا بعد استحواذها على 60% من شركة "ليكيلا باور" (Lekela Power) ومقرها أمستردام العام الماضي. بلغت قيمة الصفقة مليار دولار تقريباً، حسبما أوردت"بلومبرغ" قبل تنفيذ البيع.

قال منصور إن "إنفينيتي" تتطلع لتنفيذ خمسة مشاريع في مجال طاقة الرياح لدى جنوب أفريقيا، وتحرص على تنفيذ المزيد من المشروعات، رغم أن ممارسة الأعمال هناك أصبحت صعبة، كون التحديات التي واجهت "إسكوم هولدينغز إس أو سي" (Eskom Holdings SOC) أجبرتها على وقف محطات إنتاج الكهرباء عن العمل. أضاف منصور أنه من أجل تخفيف المخاطر، تدرس الشركة تنفيذ أكثر من 10 مشاريع في مناطق مختلفة، بدلاً من التركيز على منطقة واحدة.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك