من المتوقَّع أن تتكبَّد الشركات العالمية العاملة في قطاع السلع، مثل الماشية، أو فول الصويا، أو المطاط خسائر تُقدَّر بحوالي 53 مليار دولار بسبب إزالة الغابات، ما لم تُتخَذ إجراءات للتصدِّي لها.
وفي دراسة استقصائية شملت أكثر من 500 شركة عالمية، حدَّدت منصة إفصاحات المناخ "سي بي دي" (CDP) مخاطر مثل التغيُّر المناخي، والتغيرات في تفضيلات المستهلكين، بالإضافة إلى تأثيرات على سوق السلع، والسمعة السيئة المترتبة على فقدان الغابات. وفي تقرير لها يوم الإثنين، قالت المنظَّمة غير الربحية، ومقرُّها لندن، إنَّ معالجة هذه المخاطر ستكلِّف 6.6 مليار دولار في السنوات المقبلة.
وتعليقاً على تلك الإشكالية، قالت "سارة فروزيش" المدير المساعد للغابات في منصة "سي بي دي" في بيان لها: "يُشكِّل تدمير الغابات الحيوية حول العالم مخاطر جسيمة على المناخ، والطبيعة، والاقتصاد، كما يزيد أيضاً من مخاطر الأوبئة في المستقبل، وما من شكٍّ في أنَّ الشركات التي تُوفِّر السلع بشكل مستدامٍ ستكون هي الأخرى متضررة في مجال عملها حال عدم اتخاذ خطوات لحماية الغابات، ويجب أن يبدأ التحرُّك من خلالها".
سلاسل التوريد غير الشفافة
وفي حين أنَّ المزيد من الشركات تُصرِّح عن بصمتها الكربونية، وتُقدِّم تعهدات بخفض الانبعاثات، فإنَّ الإجراءات المتعلِّقة بإزالة الغابات قد تأخَّرت، ويرجع ذلك جزئياً إلى سلاسل التوريد غير الشفافة لبعض السلع.
علاوةً على ذلك، قامت منصة "سي بي دي" بتقييم أعمال 553 شركة في عام 2020 في إطار التعرُّض لسبع سلع رئيسية عبر 15 مؤشر أداء لتحديد ما يمكن أن تفعله الشركات لمعالجة إزالة الغابات. وتشمل هذه التدابير الرقابة على مستوى مجلس الإدارة، والأهداف الطموحة، والضوابط الصارمة لسلسلة التوريد. وفي حين أنَّه تمَّ إحراز بعض التقدُّم، إلا أنَّ نسبة 1% فقط أظهرت ما تعدُّه منصة "سي بي دي" أفضل الممارسات في معالجة فقدان الغابات.
وفي الواقع، تخلَّفتْ الشركات التي تستخدم منتجات فول الصويا أو الماشية، مثل اللحوم أو الجلود، عن الشركات العاملة في مجال زيت النخيل أو الأخشاب في تحديد أهداف التتبُّع، وإصدار الشهادات.