أشار القادة السياسيون إلى أن محادثات قمة المناخ "كوب 29" التي ستقام في العام الجاري، سيكون محورها تحدياً أخفقوا في التغلب عليه لسنوات، يتمثل في زيادة التمويلات بشكل كبير لمساعدة الدول الفقيرة على التصدي للاحترار العالمي.
في مؤتمر "حوار بيترسبرغ للمناخ"، قالت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك إن الدول النامية ستحتاج إلى تريليوني دولار سنوياً، سيأتي نصفها من مصادر تمويل أجنبية.
خطوة تمهيدية لقمة "كوب 29"
يعد المؤتمر المنعقد في برلين خلال الأسبوع الجاري مرحلة مهمة من الجدول الزمني للجهود الدبلوماسية المتعلقة بالمناخ خلال الفترة السابقة لقمة الأمم المتحدة السنوية للمناخ، التي ستقام في العاصمة الأذربيجانية باكو في نوفمبر المقبل.
اقرأ أيضاً: الإمارات تحشد جهود التمويل لقمة "كوب 29" في أذربيجان
انتقد مختار باباييف، الوزير الأذربيجاني المقرر أن يترأس قمة "كوب 29"، البنك وصندوق النقد لعدم توفيرهما مزيداً من الدعم خلال اجتماعات الربيع التي انعقدت في وقت سابق من الشهر الجاري في واشنطن.
وقال باباييف: "ندرك أنه يجب على العالم زيادة التدفق الإجمالي للتمويل المتعلق بالمناخ عدة أضعاف. ورغم سماعنا لعدد كبير من المخاوف، لم نرَ حتى الآن أي إجراءات مناسبة وكافية".
بحث كيفية زيادة التمويل
اختيرت أذربيجان، التي تعد من أكبر الدول المنتجة للوقود الأحفوري، لاستضافة قمة المناخ "كوب 29" في قرار اتخذ في اللحظات الأخيرة خلال قمة العام الماضي التي أُقيمت في دبي، حيث اتفق العالم لأول مرة على التحول عن مصادر الطاقة المسببة لتغير المناخ والاحترار العالمي. يتحول الاهتمام حالياً إلى التركيز على كيفية تمويل هذا التحول، بالأخص في الدول الأشد فقراً.
اقرأ أيضاً: أذربيجان أمام تحدٍ هائل قبيل استضافتها "كوب 29"
أكّد باباييف أن الهدف طويل الأجل الذي نصت عليه اتفاقية باريس بمنع درجات الحرارة العالمية من الارتفاع بأكثر من 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية لم يتحقق بعد، إلا أن الوقت ينفد مع بلوغ مستوى الاحترار العالمي 1.2 درجة مئوية حالياً.
مع أقل من 7 شهور تفصل عن بدء قمة "كوب 29"، يجب على الدول التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية جمع مزيد من الأموال. فخلال الجزء الأكبر من العقد الماضي، أخفقت الدول المتقدمة في الوفاء بتعهد لتزويد الدول الفقيرة بتمويل قدره 100 مليار دولار سنوياً. ولم يتحقق هذا الهدف إلا في 2022. كما لم يُتفق حتى الآن على القواعد الأساسية لأسواق الكربون الطوعية العالمية، ما قد يوفر تمويلاً ضخماً.
دعوة لتوسيع نطاق مجموعة المانحين
لن يكون الوصول إلى تمويل جديد سهلاً، إذ يضغط النمو الضعيف وارتفاع معدل التضخم على موازنات الحكومات. ولفتت الدول المانحة إلى عدم كفاية التمويل العام، وضرورة اللجوء إلى التمويل الميسر من بنوك تنمية متعددة الأطراف، والحلول المالية المبتكرة.
دعت بيربوك أيضاً الدول إلى توسعة نطاق مجموعة المانحين لتشمل دولاً مثل الصين، التي تقدمت بوتيرة سريعة خلال العقود الثلاثة الماضية، وأصبحت حالياً أكبر دولة مسببة للانبعاثات في العالم. ومن المرجح أن يسبب ذلك توترات خلال المحادثات في باكو.
قالت بيربوك للوفود في برلين إن "العالم تغيّر منذ 1992"، واستطردت أن في ذلك الوقت مثلت الدولة الأكثر ثراءً 87% من الاقتصاد العالمي، لكنها لا تشكل منه حالياً إلا النصف فقط، مضيفة: "أحث بشدة الدول التي يمكنها الانضمام إلى جهودنا، وبالأخص الدولة الأشد تسبباً في التلوث حالياً".