وافقت شركة "ناشيونال غريد" على شراء شركة "بي بي إل كورب" لتوزيع الكهرباء في المملكة المتحدة مقابل 7.8 مليار جنيه إسترليني (10.9 مليار دولار)، وهي خطوة من شأنها أن تُحدث تحوُّلاً في الشركة التي تستعدُّ لمستقبل منخفض الكربون.
وتسلِّط أكبر صفقة مرافق في المملكة المتحدة خلال عقد من الزمان الضوء على مدى أهمية الشبكات، إذ تكتشف الدول كيفية الابتعاد عن الكهرباء المُنتَجة من الوقود الأحفوري.
وتعدُّ شبكات التوزيع، وهي الشبكات المحلية التي تغذّي المنازل والشركات مباشرةً في جوهر تحوُّل الطاقة.
وسيتمُّ وصل المنازل الذكية المزودة بأنظمة التدفئة الكهربائية، وحوالي 30 مليون سيارة كهربائية، ومحطات توليد الطاقة المتجددة على نطاق صغير، بالشبكات المحلية في العقود القادمة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة جون بيتيغرو في مقابلة معه: "الأمر منطقيٌّ للغاية بالنسبة للمملكة المتحدة، و"ناشيونال غريد" فيما يتعلَّق بتحوُّل الطاقة. نحن نعتقد أنَّ النمو الذي من المحتمل أن نشهده في قطاع التوزيع سيكون أقوى وأكثر تأكيداً، وأطول من العناصر الأخرى في قطاع الطاقة".
صفقات أخرى
وفي صفقة منفصلة، وافق مدير الشبكة على بيع شركة "ناراغانسيت إليكتريك" في الولايات المتحدة إلى "بي بي إل" بقيمة أسهم تبلغ 3.8 مليار دولار.
كما أعلنت "ناشيونال غريد" أنَّها تعتزم بيع حصة الغالبية التي تملكها في أعمال شبكة الغاز في وقت لاحق من هذا العام؛ إذ يخضع الوقود الأحفوري لمزيد من التدقيق من قبل المستثمرين والناشطين.
واجتذب بيع "دبلو بي دي" (Western Power Distribution) اهتمام مجموعة واسعة من الشركات. إنَّ تعهدات الحكومة بشأن المناخ؛ هي ما يجذب المستثمرين إلى شبكات التوزيع، وفقاً لراندولف برازير، مدير الابتكار وأنظمة الكهرباء في جمعية شبكات الطاقة. وقال: "في النهاية، إنَّها مدفوعة بصافي الصفر، لأنَّ الناس يربطون كل هذه التقنيات الجديدة بشبكة التوزيع".
وتدور أعمال الشبكات المحلية حول الرقمنة، وإزالة الكربون، واللامركزية. وقال إنَّهم جميعاً مدعومون بصافي الصفر.
من المتوقَّع الانتهاء من صفقة "دبليو بي دي"، التي سيتمُّ تمويلها بتمويل مرحلي من خلال الديون، في غضون الأشهر الأربعة المقبلة، ومن المتوقَّع الانتهاء من بيع "إن إي سي أو" قبل نهاية الربع الأول من عام 2022.
وقالت "ناشيونال غريد"، إنَّها تخطِّط لبدء بيع عملية وحدة الغاز في النصف الثاني من هذا العام.
خفض انبعاثات الكربون
وبحسب"بيتيغرو"، فإنَّه بمجرد إتمام الصفقات، ستتألَّف محفظة "ناشيونال غريد" من 70% من الكهرباء، و 30% من الغاز.
وسرعان ما أصبح الوقود الأحفوري الهدف التالي لسياسات المناخ التي تهدف إلى القضاء بشكل فعَّال على الانبعاثات بحلول عام 2050 في المملكة المتحدة.
وتوفِّر "ويسترن باور" الكهرباء لأكثر من 7.9 مليون عميل من المملكة المتحدة في ميدلاندز، والجنوب الغربي، وويلز.
وتلتزم "ناشيونال غريد" بالوصول إلى صافي صفر للانبعاثات في النطاقين الأول والثاني. كما تخطِّط لخفض نطاق الانبعاثات الثالث، على الطاقة المنقولة عبر شبكاتها للعملاء، بنسبة 20% بحلول عام 2030 من خط الأساس لعام 2016.
ومن الممكن تقليل الكربون في الوقود المنقول في شبكة الغاز الخاصة بها من خلال الهيدروجين.
وتبحث شركة المرافق حالياً في كيفية التحوُّل من نقل الغاز الطبيعي إلى نقل الهيدروجين المحترق النظيف لتدفئة المنازل عبر شبكاتها.
وقال جون موسك المحلل لدى "آر بي سي يوروب" في مذكرة: "إنَّنا ننظر إلى الصفقة كخطوة إيجابية لشركة "ناشيونال غريد". مضيفاً أنَّ السوق سيحتاج وقتاً "لاستيعاب" الصفقة.
وقد تراجع سعر سهم الشركة بنسبة 1.9% ليصل إلى 815 بنساً للسهم عند الساعة 9:25 صباحاً في لندن.