تقرير لـ"ريد" البريطانية و"أفريووتش" الكونغولية يكشف مياهاً "فائقة الحموضة" في 4 أنهار قربية من أكبر المناجم

تقرير: تسمم مياه الأنهار بالقرب من مناجم النحاس والكوبالت في الكونغو

مرافق معالجة الكوبالت الخام في أحد المناجم بمقاطعة كاتانغا بالقرب من لوبومباشي، الكونغو الديمقراطية - المصدر: بلومبرغ
مرافق معالجة الكوبالت الخام في أحد المناجم بمقاطعة كاتانغا بالقرب من لوبومباشي، الكونغو الديمقراطية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تُعتبر مياه الأنهار الواقعة بالقرب من بعض أكبر مناجم النحاس والكوبالت في جمهورية الكونغو الديمقراطية، سامة، وقد تسبب مشاكل صحية واسعة النطاق.

أجرى علماء من جامعة لوبومباشي بالكونغو خلال الشهر الجاري اختبارات على عينات مياه من أربعة أنهار قريبة من عددٍ من أكبر المناجم في البلاد، وتبيّن لهم أنها "فائقة الحموضة" أو "شديدة الحموضة"، وفقاً لتقرير أصدرته اليوم الأربعاء منظمة "ريد" (RAID) ومقرها في المملكة المتحدة، ومؤسسة "أفريكان ريسورسز ووتش" (أفريووتش) الكونغولية، اللتان كلفتا بإجراء البحث.

تشير النتائج الأولية إلى أن الأنهار الأربعة "أصبحت غير قادرة على أن تأوي الأسماك، وأن مياهها سامة على صحة الإنسان والحيوان".

كميات هائلة من الأحماض

تستخدم شركات التعدين بالكونغو كميات هائلة من الأحماض لمعالجة الخام وتحويله إلى النحاس والكوبالت.

بموجب قانون التعدين في البلاد، يُفترض أن تمنع الشركات مياه الصرف السامة من تلويث المياه الجوفية أو المجاري المائية المحلية.

يشير التقرير، الذي أُجري على مدار 19 شهراً في 25 قرية وبلدة بالقرب من خمسة مناجم رئيسية، إلى أن عمليات التعدين التي ترجع إلى أكثر من قرن بالمنطقة جعلت مصادر المياه الرئيسية غير صالحة للاستخدام، وأن التلوث آخذ في التزايد. أقر جميع المزارعين والصيادين الذين شملهم استطلاع الرأي تقريباً بانخفاض محاصيلهم ومصيدهم "بشكل كبير" في السنوات الأخيرة.

تفوقت الكونغو على بيرو لتصبح ثاني أكبر منتج للنحاس في 2023، وتنتج نحو 70% من الكوبالت في العالم، والذي يُستخدم في العديد من صناعات بطاريات السيارات الكهربائية.

أجرت فرق العمل أبحاثها في المجتمعات القريبة من المناجم المملوكة لشركات "غلينكور" (Glencore)، و"يوروآسيان ريسورسز غروب" (Eurasian Resources Group) المدعومة من كازاخستان، و"زيجين مينينغ غروب" (Zijin Mining Group) الصينية، و"سي إم أو سي" (CMOC).

تلوث تاريخي

قالت الشركات، التي تواصلت معها جميعاً مؤسستا "ريد" و"أفريووتش"، إن "التلوث التاريخي من المناجم القديمة، والتلوث الناجم عن التعدين الحِرفي وغيرها من الأنشطة هي السبب إلى حد كبير" في حالة المياه بالمنطقة، وفقاً للتقرير. نُشرت ردود شركات التعدين، والتي سلطت الضوء أيضاً على الخطوات التي يتخذونها لتقليص مخاطر التلوث، وذلك عبر الموقع الإلكتروني لمؤسسة "ريد".

ورداً على أسئلة الباحثين، قالت شركة "غلينكور" إنها تراقب جودة المياه في عملياتها بما ينسجم مع اللوائح الكونغولية، وأفضل الممارسات الدولية.

من جانبها، ذكرت "سي إم أو سي" أنها ملتزمة بالامتثال للقوانين البيئية، وأن الشركة تتابع بانتظام المياه السطحية والجوفية ومياه الشرب.

إلى ذلك، قالت شركة "يوروآسيان ريسورسز غروب" إن أعمالها لا تصب في الأنهار، في حين أن مراقبتها لا تظهر أي تلوث. كانت الشركة نفّذت برنامجاً لحفر الآبار، مضيفة أن هناك ثلاث حالات انسكاب كيماوية بسيطة لم يكن لها أي تأثير بيئي مستمر.

بدورها، قالت "زيجين" رداً على أسئلة الباحثين، إنها تختبر جودة المياه بانتظام، وتنفذ تدابير لمنع تسرب مياه الصرف الحمضية والقلوية من عملياتها.

لم تردّ أي من الشركات على الفور على طلبات "بلومبرغ نيوز" للحصول على مزيد من التعليق.

مياه نظيفة

قال الأطباء والممرضات بالقرب من بعض المناجم للباحثين إنهم لاحظوا المزيد من حالات مشاكل الجلد والعين والجهاز التنفسي، بينما سُجلت مشاكل واسعة النطاق بين النساء، بما في ذلك عدم انتظام الدورة الشهرية والالتهابات وزيادة حالات الإجهاض والعيوب الخلقية.

وفقاً للتقرير، "لم يتمكن هؤلاء الممارسون الطبيون من إثبات أن هذه المشكلات الصحية مرتبطة بشكل مباشر بتلوث المياه، لكنهم مع ذلك يعتقدون أنه يمكن إثبات بعض الارتباطات".

حثت المؤسستان شركات التعدين على توفير مياه الشرب النظيفة للمجتمعات المجاورة، والالتزام بالقوانين البيئية الشاملة في الكونغو، والتي فشلت الحكومة في تنفيذها جزئياً بسبب "نقص الموارد والخبرة".

لم ترد وزارة المناجم في الكونغو على الفور على الرسائل النصية التي تطلب التعليق على الأمر.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك