تواجه الصين خطر فقدان جميع أهدافها الرئيسية المتعلقة بالطاقة والمناخ لعام 2025 بعد الاعتماد على الصناعات الثقيلة ومواجهة الأحوال الجوية السيئة العام الماضي.
وقال مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف في تقرير نشر في موقع "كاربون بريف" المعني بعلوم تغير المناخ وسياساته إن انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة قفزت 5.2% في 2023، إذ تطلب انخفاض هطول الأمطار والطلب القوي على الكهرباء المزيد من حرق الفحم.
وعليه ستحتاج الصين حالياً إلى تخفيضات أكثر حدة للتلوث لتتمكن من خفض الانبعاثات لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي 18% حتى 2025، كما تعهدت في خطتها الخمسية الرابعة عشرة. وقال لوري ميليفيرتا، كبير محللي مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، إن أكبر ملوث في العالم معرض أيضاً لخطر فقدان أهداف أخرى، ومنها تقليل كثافة الطاقة، والحد من نمو طاقة الفحم، وتعزيز حصة الكهرباء النظيفة في الشبكة.
الصين تشدد قبضتها على الملوثين قبل توسيع سوق الكربون
والخبر السار هو أن الصين لا يزال بإمكانها تحقيق بعض أهدافها لعام 2025، بل والوصول إلى ذروة الانبعاثات قبل وقت طويل من هدفها لعام 2030 إذا "حافظت على القوة الدافعة لمنشآت الطاقة النظيفة"، كما قال ميليفيرتا. وفي العام الماضي ركبت الصين كميات قياسية من محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية الجديدة، وبدأت الطاقة الكهرومائية في الانتعاش بعد انتهاء فترة الجفاف التاريخية.
ومن المفارقات أن التوسع في الطاقة النظيفة ربما لعب دوراً صغيراً في نمو انبعاثات الكربون العام الماضي، إذ أضاف نقطة مئوية واحدة إلى الإجمالي بسبب الطاقة اللازمة لتصنيع البطاريات والألواح الشمسية على نطاق واسع. وبالتأكيد أنها ستؤدي إلى خفض كبير في الانبعاثات على المدى الطويل، وفق ميليفيرتا.
زيادة الطلب
تدرك الحكومة الصينية أنها متأخرة عن تحقيق أهداف المناخ. وألقى مدير إدارة الطاقة الوطنية تشانغ جيان هوا اللوم في هذه الصعوبات على الزيادة الأخيرة في الطلب، وهو ما يعادل إضافة استهلاك المملكة المتحدة كل عام إلى استهلاك الطاقة في الصين. وقال يوم الأحد في تعليق بالصحيفة الرسمية للجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، إن الصين تحتاج مع ذلك إلى تحسين كفاءة استخدام الطاقة بشكل عاجل من أجل تحقيق أهداف كثافة الطاقة.