مع اختتام محادثات قمة "كوب 28" في دبي، قالت إحدى الدول الفعالة في مجال الطاقة في العالم إنها تريد حشد جبهة موحدة بين مجموعة من الاقتصادات غير الغربية عند مواجهة قضايا المناخ العالمية.
أشار إيليا توروسوف، النائب الأول لوزير التنمية الاقتصادي الروسي خلال مقابلة يوم الثلاثاء في مؤتمر "كوب 28" إلى أن "مهمة روسيا هي الجمع بين الجهود والطرق المشتركة في الفضاء الاتحاد الأوراسي وفي فضاء مجموعة "بريكس" عندما يتعلق الأمر بجدول أعمال المناخ.
تتألف دول البريكس من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وسعى لتكون بديلاً لمجموعة الدول السبع، ودعت المجموعة إلى عضويتها كلاً من السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران وإثيوبيا ومصر في عام 2024. وستترأس روسيا مجموعة "بريكس" العام المقبل.
وقال توروسوف، إن روسيا تخطط كجزء من مسؤولياتها تنظيم مجموعة اتصال بشأن قضايا المناخ. مُشدداً على أن روسيا لم تتخل عن جدول أعمال المناخ، على الرغم من العقوبات المفروضة على البلاد وإعادة توجيه الاقتصاد بشكل متزايد شرقاً بعيداً عن الاتحاد الأوروبي.
وأضاف: "نحن ننظر إلى إزالة الكربون كمحرك للنمو الاقتصادي".
الطاقة المتجددة
فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها مجموعة من العقوبات على روسيا، كما سعت إلى عزلها عن الساحة الدولية بعد غزو الكرملين لأوكرانيا في فبراير 2022. واستهدفت القيود مجموعة واسعة من الأنشطة الاقتصادية، بدءاً من عزل البنوك الروسية عن نظام "سويفت" وصولاً إلى خنق واردات المعدات عالية التقنية.
على الرغم من ذلك، ما تزال روسيا أكبر دولة مصدرة للنفط والغاز وعضواً مهماً في "أوبك+"، التحالف بين منظمة الدول المصدرة للنفط والدول الرئيسية الأخرى المنتجة للنفط. كما تصنف روسيا من بين أكبر الدول الموردة للوقود النووي.
في هذا الإطار، قال توروسوف إن روسيا تهدف إلى زيادة استهلاك مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. وستظل محطات توليد الكهرباء الكهرومائية والنووية، وكذلك الغاز الطبيعي، جزءاً من هذا المزيج، حيث تسعى موسكو إلى خفض حصة الفحم التي تستخدمها لتزويد البلاد بالكهرباء.
التحول إلى الطاقة النظيفة
أشار توروسوف إلى أن روسيا ستنشئ كجزء من هذا الجهد، خدمة مراقبة المناخ الخاصة بها التي تركز على المحيطات والجليد والتصحر وامتصاص الكربون، مضيفاً أن 40 منظمة علمية تعمل حالياً على إطلاقها. كما تعتزم روسيا أيضاً إنفاق 10 مليارات روبل (111.6 مليون دولار) على التطوير العلمي.
انتهت محادثات "كوب 28"، التي استضافتها الإمارات العربية المتحدة، بصفقة تاريخية ألزمت العالم بالانتقال بعيداً عن جميع أنواع الوقود الأحفوري لأول مرة. ويحث الاتفاق النهائي الدول إلى تحويل أنظمة الطاقة بسرعة بعيداً عن الوقود الملوث بطريقة عادلة ومنظمة، وهي المؤهلات التي ساعدت في إقناع المتشككين. كما دُعيت البلدان أيضاً إلى المساهمة في جهود التحول العالمي، بدلاً من أن تضطر إلى إجراء هذا التحول بمفردها.
وقال توروسوف إن روسيا راضية عن نتائج محادثات المناخ هذا العام. كما ترحب موسكو بعقد قمة المناخ المقبلة في أذربيجان، وهي دولة منتجة رئيسية للنفط وعضو في تحالف "أوبك+".