قالت مؤسسة "وود ماكينزي" العالمية لاستشارات الطاقة، إن على حكومات دول العالم زيادة تكلفة انبعاث ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير من أجل مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأضافت المؤسسة في تقرير أصدرته يوم الخميس أنه لوقف ارتفاع درجات الحرارة العالمية فوق 1.5 درجة مئوية على مستويات ما قبل الصناعة، يجب أن ترتفع أسعار الكربون إلى 160 دولاراً لكل طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030، ارتفاعاً من المتوسط العالمي البالغ 22 دولاراً في نهاية 2020، ما يعادل ارتفاعا نحو 627%.
وتنفث الدول الصناعية غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى المسببة للاحتباس الحراري أسرع مما يمكن احتواؤه لعدة قرون.
ولكبح درجات الحرارة دون 1.5 درجة مئوية -كما تعهدت الدول بموجب اتفاقية باريس- تحاول الحكومات خفض الانبعاثات من خلال ما يعرف بتسعير الكربون، وهو نهج يقضي بفرض ضريبة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو خلق سوق لتجارة تصاريح التلوث.
وفي حين انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري بنسبة 7% في 2020، بسبب تفشي وباء كورونا، يتعين على العالم تكرار انخفاض الانبعاثات بطريقة مماثلة سنوياً طوال العقد الجاري وما بعده، وإلا فسيواجه عواقب بيئية وخيمة متزايدة، وفقاً لتحليل نشرته مجلة "نيتشر كلايمت تشينج" (Nature Climate Change).
ارتفاع سعر الكربون في أوروبا
وارتفع سعر تصاريح الكربون مؤخراً إلى مستوى قياسي في أوروبا وسط عمليات شراء مضاربة وجهود صانعي السياسة لخفض الانبعاثات، لكن الدول الآسيوية تخلفت عن الركب.
وتدرس اليابان مراجعة ضريبة الكربون، التي تُعَدّ من أدنى المعدلات في العالم.
وفي الصين، من المقرر بدء تجارة الكربون عبر الإنترنت بحلول نهاية يونيو.
وقالت مؤسسة "وود ماكينزي" في التقرير إن الحكومات بحاجة إلى سياسات الكربون لدفع الصناعات إلى تبني خيارات بشأن الطاقة تكون صديقة أكثر للبيئة مثل الهيدروجين.
وأضافت أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال تسعير الكربون أو الحوافز المباشرة أو السياسات الضريبية.
وقال التقرير إن ارتفاع أسعار ثاني أكسيد الكربون يمكن أن يشجّع الشركات على تقليص انبعاثاتها من خلال احتجاز أو تقليل الكربون، إذ يمكن إعادة تدويره بعد ذلك إلى منتجات جديدة، يُحتمل أن تكون بمثابة "صناعة بقيمة تريليون دولار".
وقال توم هيجغارت، المحلل في "ودد ماكينزي": "سيكون الوصول بدرجة الحرارة إلى 1.5 درجة مستحيلاً دون التقاط وتخزين واستخدام كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكربون. أمامنا فرص لتسويق واستخدام الكربون المحتجز".