ضغوط على المؤسسات لوقف تمويل مشروعات الوقود الأحفوري في القارة وسط بطء التحول إلى الطاقة المتجددة

بنك تنمية بريطاني يدرس الاستثمار بمشروعات الغاز الأفريقية

سفينة لتخزين الغاز الطبيعي المسال - المصدر: بلومبرغ
سفينة لتخزين الغاز الطبيعي المسال - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أشار مسؤولون في "بريتيش إنترناشيونال إنفستمنت" (British International Investment)، بنك التنمية البريطاني، إلى أنه ما يزال راغباً في دراسة تمويل مشروعات الطاقة التي تعمل بالغاز الطبيعي في أفريقيا، إذا زادت دول القارة قدرتها على توصيل الكهرباء للمواطنين.

فيما يستعد العالم للجولة المقبلة من قمة الأمم المتحدة للمناخ، التي ستبدأ أعمالها في دبي يوم الخميس المقبل، تتزايد الضغوط على المؤسسات المالية لوقف تمويل مشروعات الوقود الأحفوري. أثار ذلك مخاوف من أن المعركة لمكافحة الاحترار العالمي قد تضر الدول التي تعاني من فقر الطاقة.

في مقابلة بمدينة كيب تاون الإثنين الماضي، قال الرئيس التنفيذي للبنك، نِك أودونوهو، إن التحدي الكبير الذي تواجهه مؤسسات تمويل المالية هو تحقيق التوازن الصحيح الذي يوفر احتياجات أكثر من 600 مليون شخص في أفريقيا يفتقرون إلى مصدر موثوق للكهرباء. يوفق البنك بين الحاجة إلى تغيير ذلك الوضع والحاجة الواضحة إلى التحول للطاقة النظيفة.

نقص الاستثمار في الطاقة المتجددة

أسهمت قارة أفريقيا بنسبة 3% فقط من الانبعاثات العالمية التاريخية من الغازات الدفيئة، إلا أن تضررها من آثار تغير المناخ لا يتناسب مع حجم انبعاثاتها، بحسب الأمم المتحدة. كذلك؛ قد تعاني القارة أيضاً من فقر مستمر إذا تسببت جهود بعض الدول والمناطق المتقدمة، مثل الاتحاد الأوروبي، الرامية إلى التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري في تقييد الاستثمار في البنية التحتية للطاقة.

تعكس سياسة البنك نهج المملكة المتحدة، بحسب أودونوهو الذي قال: "حاولنا الحفاظ على وضع أكثر مرونة من دول أخرى على الأرجح. سنموّل مشروعات الغاز في الحالات التي توجد فيها حاجة حقيقية للتنمية".

أحد تلك المشروعات هي محطة طاقة سنترال ترميكا دي تيماني، بقدرة إنتاجية قدرها 450 ميغاواط، التابعة لشركة "غلوبيليك" (Globeleq Inc.)، في موزمبيق، حيث يحصل أقل من ثلث السكان على الكهرباء. من المقرر أن تبدأ المحطة إنتاج الكهرباء في 2024، وتلبي احتياجات 1.5 مليون أسرة، وسيأتي الوقود من حقول الغاز التي تشغلها شركة "ساسول". يملك "بريتيش إنترناشيونال" 70% من "غلوبيليك"، فيما يملك "نور فَند" (Norfund)، صندوق الاستثمار النرويجي، الحصة المتبقية.

خطط البنك استثمار 6 مليارات دولار في أفريقيا في مجالات تتنوع ما بين الطاقة المتجددة ودعم الشركات التي تملكها نساء.

بطء وتيرة التنمية والتطوير

في جنوب أفريقيا، أفضى التنقيب عن النفط والغاز ومشروعات الطاقة التي ستستفيد من الوقود في البلد إلى معارك قضائية بين الجماعات المدافعة عن البيئة ووزير الثروة المعدنية والطاقة، غويدي مانتاشي، الذي أيّد أيضاً استخدام الفحم في إطار الدعوة لتوصيل الكهرباء إلى عدد أكبر من المواطنين.

لن يبني البنك مشروعات غاز في جنوب أفريقيا، حيث يوجد مصدر مستقر للحمل الأساسي للكهرباء، بحسب كريس تشيجيوتومي، العضو المنتدب بالبنك ومدير شؤون أفريقيا، الذي أضاف أن مشروع تيماني يعالج الافتقار إلى مصدر مستقر للكهرباء في موزمبيق، وحالة شبكة التوزيع الوطنية، وقد يحولها إلى استخدام الهيدروجين الأخضر، إذا كان ذلك مجدياً من الناحية التجارية.

بدأت "غلوبيليك" العمليات التجارية في محطة كوامبا للطاقة الشمسية وتخزين البطاريات في موزمبيق، وتدرس إنشاء مشروعات أخرى لطاقة الرياح والطاقة الشمسية في البلد، بحسب تشيجيوتومي. كما أن البنك عضو في اتحاد مستثمرين يدرس إقامة مشروعات للهيدروجين الأخضر في مصر، فضلاً عن كونه عضواً في مشروع مشترك لتوسيع منشآت الطاقة الكهرومائية.

قال أودونوهو: "بخلاف جنوب أفريقيا ومصر والمغرب، فإن وتيرة إنتاج الطاقة المتجددة والتنمية بطيئة للغاية. القارة تعاني نقصاً حاداً في الجهات التنموية، ومَن يقبلون التحدي المتمثل في تحقيق الأهداف المرجوة من تلك المشروعات".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك