تعتبر تكنولوجيا التقاط الكربون من أكثر الحلول المناخية إثارة للجدل بسبب محدودية تأثيرها

لجنة تحولات الطاقة: خطط شركات النفط لاحتجاز الكربون "وهم خطير"

أدخنة تتصاعد من منشأة مصفاة النفط المضيئة التابعة لشركة "جي إس كالتكس" وقت الفجر في مجمع يوسو الصناعي في كوريا الجنوبية - المصدر: بلومبرغ
أدخنة تتصاعد من منشأة مصفاة النفط المضيئة التابعة لشركة "جي إس كالتكس" وقت الفجر في مجمع يوسو الصناعي في كوريا الجنوبية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يراهن مسؤولون تنفيذيون في قطاع النفط على أنه سيكون بمقدورهم تحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية، عن طريق الاعتماد على تكنولوجيا التقاط الكربون، لكنهم يخدعون أنفسهم بذلك، حسب ما تراه مجموعة مؤثرة من رؤساء الشركات والمصرفيين والأكاديميين.

تقول "لجنة تحولات الطاقة" (Energy Transitions Commission) التي تضم قائمة أعضائها ممثلين بارزين من "بي بي" (BP) و"بنك أوف أميركا"، إن دور التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه في خفض الانبعاثات سيكون "حيوياً، لكنه محدود". وأوضحت اللجنة في تقرير يوم الخمس، أن أي شركة لديها انبعاثات كربون كثيفة تفترض بأن التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه هو بمثابة رخصة لمواصلة توسيع الإنتاج؛ وعلى الرغم من تمسّك هذه الشركات بأهداف تحقيق الانبعاثات الصفرية، فإنها تبني نموذج أعمالها على "وهم خطير".

كوب 28 الإمارات

تأتي هذه الخلاصة قبل أسبوعين فقط من بدء محادثات قمة المناخ "كوب 28" الإمارات في دبي. سيترأس القمة رئيس شركة "بترول أبوظبي الوطنية" (أدنوك) المدعومة من الدولة، والتي أعلنت أنه يمكنها زيادة معدل الإنتاج وتقليص الانبعاثات في وقت واحد، عن طريق الاستثمار في تكنولوجيا التقاط الكربون.

وقال أدير تورنر، الرئيس السابق لهيئة الإدارة المالية البريطانية، والذي يرأس حالياً "لجنة تحولات الطاقة": "سيدور الجدل الكبير خلال قمة المناخ (كوب 28) الإمارات حول ما إذا كنت بصدد التخلي عن استخدام الوقود الأحفوري، أو الاستمرار في استخدامه بالمستوى الحالي ذاته مع القيام فقط بإضافة عملية التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه".

هل تعتبر تقنية التقاط الكربون وتخزينه مجدية؟

أضاف تورنر أن ممثلين من بلدان منتجة للنفط قد يقولون إنه "قطعاً نستطيع مواصلة إنتاج 100 مليون برميل من النفط يومياً على مدى الأعوام الـ50 المقبلة، وسنلتقط ما يكفي من الهواء للتعويض عن ذلك". وقال: "من جهة أخرى، سيكون هناك الكثير من المنظمات غير الحكومية وشركات الطاقة المتجددة التي تقول إن كل هذا الأمر من التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه والالتقاط المباشر للهواء، ليس سوى نوع من الخداع، وهو وسيلة مقصودة من قبل شركات الوقود الأحفوري لتبرير سبب استمرارها في عمليات إنتاج الوقود الأحفوري إلى ما لا نهاية".

تكاليف مرتفعة

بحسب تقديرات "لجنة تحولات الطاقة"، فإن تكلفة تطوير التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه لا تنخفض، ولا يجري تطوير المشروعات بالوتيرة المنتظرة. وذكرت اللجنة في الوقت ذاته أن التقدم المحرز على صعيد الحصول على التمويل اللازم لمثل هذه المشروعات، كان "مخيباً للآمال تماماً" على مدى الأشهر الـ18 الماضية.

وقال تورنر إن الخليط الملائم هو 85% تخفيضات حقيقية للانبعاثات، مع تركيز عمليات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه والالتقاط المباشر للهواء على النسبة المتبقية.

أشارت "لجنة تحولات الطاقة" إلى أنه في ظل مسؤولية إنتاج ومعالجة واحتراق الوقود الأحفوري عن 90% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية و35% من انبعاثات غاز الميثان، فإن محادثات قمة المناخ "كوب 28" الإمارات تحتاج إلى التوصل لاتفاق حول الخفض التدريجي لكافة أنواع الوقود الأحفوري.

في العام الماضي، قدّرت اللجنة أنه يمكن تحقيق 150 غيغا طن تقريباً من عمليات إزالة الكربون بحلول عام 2050، عن طريق الاستفادة من مجموعة من الحلول قائمة على الطبيعة والتكنولوجيا. قالت اللجنة يوم الخميس، إن تحقيق هذا الهدف يتطلب حشد "تمويل كاف".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك