أعلنت الصين، أكبر مصدر لانبعاثات غاز الميثان في العالم، أنها ستعزز المراقبة والإبلاغ وشفافية البيانات للحد من هذا النوع من الانبعاثات فائقة القوة من بين غازات الاحتباس الحراري.
ستقوم الصين أيضاً بنشر تقنيات جديدة لاكتشاف التلوث بغاز الميثان، وفقاً لوثيقة نشرتها وزارة البيئة يوم الثلاثاء. رغم أن الخطة غطت استراتيجيات لخفض الانبعاثات من صناعات مثل تعدين الفحم وزراعة الأرز وعمليات الغاز، فإنها لم تضع أهدافاً محددة لخفض الانبعاثات.
كذلك لم يُذكر التعهد العالمي لغاز الميثان الذي يهدف إلى خفض الانبعاثات بنسبة 30% بحلول نهاية هذا العقد مقارنة بمستويات عام 2020. رفضت الصين الانضمام إلى هذا الالتزام، بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في عام 2021، قائلة إنها ستطور مسارها الخاص.
وقعت على التعهد 150 دولة حتى الأن، في حين أن العديد من الدول الرئيسية المسببة للانبعاثات، بما في ذلك روسيا والهند وإيران، لم تتعهد بعد بخفض غاز الميثان.
بادرة حسن نيّة صينية
كشف لي شو، المدير الجديد لمركز المناخ الصيني التابع لمعهد سياسة المجتمع الآسيوي، أن قرار الصين بنشر الخطة هو بادرة حسن نية، مع اختتام مبعوثها للمناخ شيه تشن هوا المحادثات مع نظيره الأميركي جون كيري في كاليفورنيا.
قال شو: "من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان هذا يعني المزيد من التعاون على صعيد القضايا المناخية بين الولايات المتحدة والصين"، ولكن بدونه لن يكون هناك بالتأكيد مزيد من الاتفاقيات.
يمكن أن تؤثر سرعة ودرجة التخفيضات التي ستطبقها بكين على درجات الحرارة العالمية، لأن قوة تسخين غاز الميثان تتجاوز 80 ضعفاً من قوة تسخين ثاني أكسيد الكربون خلال السنوات العشرين الأولى من وجوده في الغلاف الجوي.
رغم أن الزراعة هي أكبر مصدر للغاز الناتج عن النشاط البشري، فإن وقف الانبعاثات الناجمة عن الوقود الأحفوري يعتبر أسهل وأرخص. حث العلماء الحكومات على الحد من الانبعاثات التي يمكن تجنبها في الغالب من الفحم والنفط والغاز.
يأتي نحو 90% من انبعاثات غاز الميثان في الصين من قطاع الطاقة من الفحم، الذي لا يزال مصدراً لتوليد ما يزيد عن نصف الكهرباء في البلاد.
تطلق المناجم الموجودة تحت الأرض غاز الميثان عندما تنكسر طبقات الصخور أو طبقات الفحم ويمكن للمشغلين التقاط الغاز من خلال فتحات فوق الأرض، كما أن تصريف الغاز من المناجم المفتوحة يمكن أن يحد أيضاً من إطلاق غاز الميثان.
الطاقة تصدر 40% من انبعاثات غاز الميثان
يصدر قطاع الطاقة ما بين 30% إلى 40% من إجمالي انبعاثات غاز الميثان في الصين. وتدعو الخطة الوطنية إلى اتخاذ إجراءات للحد من التسرب والانبعاثات من محطات النفط والغاز، وخفض تصريف الغاز من تعدين الفحم مع تعزيز معدلات الاستخدام. ستعمل الصين أيضاً على خفض انبعاثات غاز الميثان من تربية الماشية وحقول الأرز ومدافن النفايات ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي.
تحولت البلدان إلى مسارٍ أكثر جدية بشأن خفض انبعاثات غاز الميثان التي يمكن تجنبها من إنتاج الوقود الأحفوري، حيث يجبر الاحترار السريع للكوكب القادة على التركيز على الحلول التي يمكن أن تكبح جماح درجات الحرارة الحارقة في غضون عقود.
على سبيل المثال، تناقش الولايات المتحدة سبل مساعدة تركمانستان في الحد من بعض أسوأ انبعاثات غاز الميثان على مستوى العالم، والتي تنطلق من عملياتها القديمة في مجال النفط والغاز.
تفوق انبعاثات غاز الميثان في الصين من تعدين الفحم انبعاثات الدول الأخرى، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، في وقتٍ رفعت البلاد بشكل كبير إنتاج الوقود الأحفوري الأكثر تلويثاً في السنوات الأخيرة من أجل وقف انقطاع التيار الكهربائي.