أوضح تقرير جديد صادر عن وكالة الطاقة الدولية أن تحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفري بحلول 2050 ما يزال ممكناً، ولكنه يتطلب مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول نهاية العقد، وزيادة الاستثمارات الخضراء إلى 4.5 تريليون دولار سنوياً على مستوى العالم بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحالي.
يأتي هذا التقييم رغم وصول انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية إلى مستوى قياسي جديد في عام 2022، وزيادة استخدام الوقود الأحفوري، كما شهد العالم الصيف الأكثر سخونة على الإطلاق في الفترة الماضية. مع ذلك، تقول الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً لها، إن الزيادة السريعة في نشر الطاقة المتجددة لا تزال تجعل من الممكن تحويل الاتجاه.
تشمل توصيات وكالة الطاقة الدولية تعزيز قدرة الطاقة المتجددة إلى 11 ألف غيغاواط بحلول 2030، وزيادة الاستثمار العالمي في الطاقة النظيفة إلى حوالي 4.5 تريليون دولار سنوياً بحلول بداية ثلاثينيات القرن الحالي بدلاً من نحو 1.8 تريليون دولار في 2023.
التزامات أوروبا المناخية
يأتي هذا التقرير وسط انتشار مخاوف حول تراجع الدول الأوروبية عن التزاماتها المناخية والبيئية بعدما أرجأت المملكة المتحدة حظرها على السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق لمدة خمس سنوات حتى 2035. كما واجه الاتحاد الأوروبي مخاوف متزايدة بشأن وتيرة تحوله، لكنه تمكن حتى الآن من تحقيق ذلك. واستطاع تمرير جميع عناصر الصفقة الخضراء التاريخية.
أما في الصين، التي تعد أكبر دولة عالمية مُصدرة للانبعاثات، فوصف مبعوث الدولة للمناخ التخلص بالكامل من الوقود الأحفوري بأنه هدف "غير واقعي".
مع ذلك، تراجعت وكالة الطاقة الدولية عن طموحات تحقيق هدف اتفاقية باريس المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين، والسعي إلى الوصول إلى 1.5 درجة مئوية.
توحيد الجهود العالمية
تقول الوكالة إن هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهود للمساعدة في تحول الطاقة بعيداً عن الوقود الأحفوري. بما في ذلك "توحيد جهود" الحكومات والمشرعين حول العالم.
ويضيف التقرير أنه بحلول 2035 يجب خفض الانبعاثات بنسبة 80% في الاقتصادات المتقدمة و60% في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، مقارنة بمستوى 2022.
واختتم التقرير: "تحتاج كل الدول تقريباً إلى تقديم التواريخ المستهدفة للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري، كجزء من مسار فعَّال لتحقيق الهدف العالمي بحلول 2050".