تهدف سيشل إلى حماية 100% من أعشابها البحرية الموجودة قبالة الدولة الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي بحلول عام 2030، مقارنة بـ87% هذا العام، حيث تسعى إلى تأمين أحواض الكربون الطبيعية.
تشمل تدابير الحماية التي تتخذها الدولة منع تآكل الساحل والحفاظ على الموائل البحرية، وتحافظ كلتا الخطوتين على سلامة مروج الأعشاب البحرية الممتصة للكربون، حسبما قالت ماري ماي جيريمي، الرئيسة التنفيذية لصندوق التكيف مع تغير المناخ وحفظ الطبيعة.
خلال مقابلة منفصلة، قال وزير الزراعة والبيئة والتغير المناخي فلافيان جوبير: "تعتبر شعابنا البحرية واسعة نسبياً. كما لا تزال في حالة جيدة جداً في معظم المواقع".
حماية النظم الإيكولوجية البحرية
الأعشاب البحرية، التي تشكل حمايتها جزءاً من التزام الدولة ببرنامج الأمم المتحدة، تتضمن مساهمة محددة على المستوى الوطني، وتركز على كيفية تخطيط الدولة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، ويعتمد التركيز الرئيسي فيها على النظام البيئي لمشروع "كوستال ويتلاندز" (Coastal Wetlands) ومشروع تغير المناخ (Climate Change Project) في سيشل الذي بدأ عام 2020.
يركز اقتصاد سيشل -التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة تقريباً- على السياحة وصيد الأسماك في تعزيز العملات الأجنبية بالبلاد.
وأشارت جيريمي إلى أن سيشل تملك ما يقرب من 12 نوعاً من الأعشاب البحرية، والتي تغطي 142 ألف هكتار (351 ألف فدان) وتخزن 16.7 مليون طن من الكربون العضوي، أي ما يعادل حوالي 61 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. وتشمل النظم الإيكولوجية البحرية التي تحاول الدولة حمايتها: الأعشاب البحرية، والمستنقعات المالحة، وأشجار المانغروف.
بالنسبة إلى الفترة الممتدة من 2020 إلى 2030، تحتاج سيشل إلى ما يقدر بنحو 61.3 مليون دولار سنوياً لتنفيذ سياسات تغير المناخ، لكنها تواجه عجزاً قدره 14.4 مليون دولار سنوياً، وفقاً لبنك التنمية الأفريقي.
جمعت الحكومة في أكتوبر 2018 نحو 15 مليون دولار من خلال ما يسمى بالسندات الزرقاء التي حصلت على ضمان بقيمة 5 ملايين دولار من البنك الدولي، وقدمت أول إعادة تمويل للديون في العالم للحفاظ على المحيطات، وفقاً لبيانات بنك التنمية الأفريقي.
الكربون الأزرق
قالت جيريمي إن صندوق سيشل للتكيف مع المناخ (SeyCCAT) ينسق حملة منذ عام 2020 لزيادة الوعي حول قيمة الأعشاب البحرية، وتدعم المنظمة الحكومة من خلال تزويدها بالبيانات التي جمعتها.
وأضافت: "سيشمل ذلك بالطبع سياسة الكربون الأزرق لسيشل بأكملها، والتي ستنظر في كيفية إدارة هذه المناطق، وكيفية استخدامها، وربما أيضاً كيفية الحصول على الفرص المالية التي يمكن الحصول عليها من هناك".
ويشير الكربون الأزرق إلى الكربون الذي تلتقطه المحيطات والموائل الساحلية في العالم مثل الأعشاب البحرية وأشجار المانغروف والمستنقعات. ويُخزن معظم الكربون الذي تمتصه هذه النظم الإيكولوجية تحت الأرض وعندما تتحلل النظم الإيكولوجية للكربون الأزرق أو تضيع، تطلق الكربون مرة أخرى نحو الغلاف الجوي.
قالت جيريمي إن صندوق سيشل للتكيف سيتخذ تدابير تشمل حظر بعض أنواع الأنشطة الاقتصادية في المناطق التي تضررت بها الأعشاب البحرية. واختتمت: "نراقب أيضاً التطورات التي تحدث في مجال استعادة الأعشاب البحرية".