موجة الحر القياسية في شهري يونيو ويوليو دفعت مصافي التكرير العالمية لخفض معالجة النفط 2%

الحرارة المرتفعة تهدد أمن الوقود العالمي

مصفاة نفط "أمواي" التابعة لشركة "بتروليوس دي فنزويلا" في مجمع مصافي باراغوانا في بونتو فيغو، ولاية فالكون، فنزويلا - المصدر: بلومبرغ
مصفاة نفط "أمواي" التابعة لشركة "بتروليوس دي فنزويلا" في مجمع مصافي باراغوانا في بونتو فيغو، ولاية فالكون، فنزويلا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تُعد درجات الحرارة المرتفعة من تكساس إلى طوكيو خلال الصيف، أحدث تذكير بمبعث قلق متزايد لنظام الطاقة، حيث أصبحت الحرارة الشديدة تهدد إمدادات الوقود عالمياً.

بالإضافة إلى التسبب في ارتفاع الطلب على الكهرباء مع تشغيل الناس مكيفات الهواء، أدت درجات الحرارة الحارقة إلى تعطل العمل في مصافي النفط. وقد أسهم ذلك في الحفاظ على ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة وزيادة تكلفة الديزل بسهولة عن تكاليف النفط الخام.

كان هذا الصيف منهكاً للغاية، فقد كان يوليو الشهر الأكثر حرارة في العالم على الإطلاق، بعد يونيو الماضي.

الحر يقلص معدلات التكرير

دفع الحر القائظ مصافي التكرير إلى خفض معالجة النفط 2% على الأقل على مستوى العالم خلال هذين الشهرين، وفقاً لمجموعة "ماكواري غروب" (Macquarie Group).

رغم أن هذه النسبة قد تبدو ضئيلةً، فإن الانقطاعات أضرت بنظام تكرير يتعرض لضغوط بسبب نقص الاستثمار على مدى سنوات وأسواق المنتجات النفطية التي تعاني بالفعل من شح بسبب الحرب في أوكرانيا.

قال بن لوكوك، الرئيس المشارك لتداول النفط في مجموعة "ترافيغورا" (Trafigura Group) العملاقة للسلع الأولية: "الظروف الجوية القاسية التي شهدناها هذا العام تمثل مشكلة كبيرة حقاً". أضاف في مقابلة أُجريت معه في سنغافورة الأسبوع المنصرم: "أوجدت الحرارة مشكلات كبيرة للمصافي في أوروبا وأميركا مع المزيد من الانقطاعات والمشكلات التي يصعب حلها".

انخفضت معالجة النفط الخام الأوروبي 700 ألف برميل يومياً خلال فصل الصيف مقارنة بالعام السابق، وفقاً لتقدير من شركة "إف جي إي" (FGE) الاستشارية لصناعة التكرير. ويمثل ذلك نحو 6% من الطاقة الإنتاجية الإقليمية، استناداً إلى أحدث أرقام المراجعة الإحصائية للطاقة العالمية التي تصدرها شركة "بي بي".

قال ستيف سوير مدير التكرير ورئيس أنشطة التكرير والتسويق والتوزيع في "إف جي إي" إن أكثر من نصف الانخفاض يرجع إلى الحرارة.

زيادة الطلب على زيت الوقود

بالإضافة إلى قيود العرض، فإن ارتفاع درجات الحرارة يعزز الطلب على زيت الوقود الذي يُستخدم عادة لتوليد الكهرباء في الشرق الأوسط وجنوب آسيا. كما أنها تزيد من تكاليف النقل عن طريق تجفيف الممرات المائية الحيوية مثل نهر الراين وقناة بنما.

قالت سيرينا هوانغ، كبيرة المحللين الآسيويين في "فورتيكسا" (Vortexa): "ارتفاع درجات الحرارة يحد من كفاءة تشغيل وحدات التكرير"، كما أن هناك المزيد من حالات انقطاع الخدمة بسبب تقادم المحطات. وأضافت "من شبه المؤكد أن يؤدي انقطاع إمدادات المصافي أو عمليات الشحن إلى تفاقم حالة عدم اليقين وتقلبات الأسعار في السوق".

ولا تزال الحرارة الشديدة تمثل مشكلة لشبكات الكهرباء المنهكة أكثر من مصافي الوقود. لكن تأثيرها على أسواق الوقود زاد بسبب تضاؤل المخزونات، مع اقتراب مخزونات الولايات المتحدة من نواتج التقطير المتوسطة، بما في ذلك الديزل، من أدنى مستوى موسمي لها في خمس سنوات.

ولا يقتصر الأمر على ارتفاع الحرارة في تهديد عمليات التكرير وأسعار الوقود.

فقد قال هينينغ غلويستاين، مدير الطاقة والمناخ والموارد بمجموعة "أوراسيا" (Eurasia): "يتسبب تغير المناخ أيضاً في طقس شتوي أكثر تطرفاً في نصف الكرة الشمالي، حيث يمكن لارتفاع درجة حرارة المحيط الهادي أن تتحرك شمالاً وتدفع الدوامة القطبية جنوباً، مما يزيد البرودة في شمال آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية".

وكانت الأجواء المتجمدة التي شهدتها الولايات المتحدة في أواخر ديسمبر مثالاً على ذلك. وقال بارسلي أونج، رئيس أبحاث الطاقة والكيماويات في آسيا لدى "جيه بي مورغان تشيس أند كو"، إن إنتاج المصافي انخفض بنحو مليوني برميل يومياً خلال هذه الفترة.

تحديات متزايدة

تسلط الزيادة في تعطل مصافي التكرير بسبب الطقس السيئ الضوء على مجموعة متزايدة من التحديات في الوقت الذي يحاول فيه العالم التخلص من الوقود الأحفوري، بينما يسعى في الوقت نفسه للتغلب على تأثيره على المناخ.

قال فريدريك لاسير، الرئيس العالمي للأبحاث والتحليلات في "غونفور غروب" (Gunvor Group): "السوق حساسة للغاية لأي انقطاع غير متوقع في الإمدادات في أي مكان. يعلم الجميع أنه لا توجد خطة بديلة. ليس لدينا مخزون، وليس لدينا طاقة فائضة في أي مكان".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك