كشف بحث جديد نشرته مجلة "العلوم" أنَّ نحو 23% من الأسماك مهددة بالانقراض. وأشار البحث إلى أنَّ الأنواع الثمانية عشر ألفاً من الأسماك التي تعيش في الأنهار تشكِّل حوالي ربع الحيوانات الفقارية، وأصبح ما يقرب من ربعها مهدداً بالانقراض، بعد قرنين من التطور الصناعي.
وقال سيباستيان بروس، أستاذ علم أحياء المياه العذية في جامعة بول ساباتير في تولوز بفرنسا، إنَّ الأنهار تواجه تحديات مختلفة، بدءاً من الصيد الجائر في نهر "ميكونغ" حتى بناء السدود المتزايد على طول نهر الأمازون، موضحاً أنَّ ما تقوم به هذه الدراسة هو تحديد حجم هذه التحديات.
عالم في مواجهة أزمة
وصنَّف العلماء الفرنسيون والصينيون الذين شاركوا في هذا البحث تجمُّعات الأسماك بناء على ستة معايير علمية، منها: الفصائل، والوظيفة في النظام البيئي، التي يمكن استخدامها لحساب الدرجة الجديدة لمؤشر التنوع الحيوي؛ وهو "المقياس الشامل لعدَّة مقاييس لتغيُّر الأنواع البيولوجي"، الذي يعبر عن أثر البشر في الحياة في 2456 حوضاً نهرياً، وتأثَّرت أكثر من 86% من الأنهار بشكل متوسط أو شديد بالتصنيع، وتتركَّز 13% المتبقية تقريباً في إفريقيا الاستوائية وأستراليا. وهو أقل بكثير من هدف العديد من المنظمات البيئية التي تعمل للحفاظ على 30% من البيئات الطبيعية مع حلول عام 2030.
وقال جوليان أولدن، بروفيسور علم الأحياء في جامعة واشنطن، الذي لم يشارك في الدراسة: "توفِّر هذه الدراسة الدعم لمزيد من الإدراك بأنَّ العالم يواجه أزمة في التنوع الحيوي، وأنَّ البشر هم السبب الرئيسي في ذلك".
سبب كافٍ للقلق
ساهم الصيد الجائر، واستخدام الأراضي، والأنهار المعاد توجيهها، والسدود، وتلوث التربة، والمياه، وتغيُّر المناخ في تراجع أو انقراض الأسماك المحلية، إلى جانب الأصناف الجديدة. وكتب مؤلفو الدراسة أنَّ هذا سيكون سبباً كافياً للقلق، لكنَّ الضرر قد يؤثِّر على النظم البيئية الأكبر التي تدعم قطاعات أوسع بكثير من الحياة والصناعة البشرية.
وقالت ميشيل ثيم، كبيرة علماء المياه العذبة في "الصندوق العالمي للحياة البرية" (World Wildlife Fund)، التي لم تكن جزءاً من الدراسة: "تعدُّ النظم الحيوية للمياه العذبة من أكثر الأماكن تنوعاً بيولوجياً على هذا الكوكب، ويجب علينا حمايتها من أجل المجموعة المتنوعة من الخدمات التي توفِّرها للطبيعة والناس".