تُعتبر موجة الحر التي ضربت شمال الصين أحدث تهديد للإنتاج الزراعي في البلاد، حيث يجلب نمط الطقس الناجم عن ظاهرة "إل نينيو" ظروفاً أكثر سخونةً وجفافاً من المعتاد.
اقترب الزئبق من تسجيل 42 درجة مئوية (107.6 فهرنهايت) في بكين وتيانغين خلال أواخر الأسبوع الماضي، مع إبلاغ 15 محطة أرصاد جوية أخرى في المقاطعات الشمالية بما في ذلك "خبي" و"شاندونغ" أيضاً عن تسجيل درجات حرارة قياسية.
يُتوقع أن تستمر درجات الحرارة القصوى وانخفاض هطول الأمطار في شمال الصين هذا الأسبوع، حسبما ذكر المركز الوطني للأرصاد الجوية في تقرير يوم الإثنين. وقد يؤثر ذلك على إنتاج المحاصيل الزراعية بما في ذلك القمح والذرة وفول الصويا والقطن.
الحرارة تعيق الزراعة
تؤثر الحرارة على نمو محاصيل الذرة وفول الصويا في أجزاء من شمال شرق الصين، حسبما ذكر مركز الأرصاد الجوية في التقرير. مُشيراً إلى أن ذلك قد يُعيق أيضاً زراعة الذرة في الصيف بالوقت المناسب، كما يتسبب بتفشي المزيد من الأمراض نتيجةً لانتشار الحشرات، فضلاً عن تعطيل إنتاج القطن من منطقة شينجيانغ في شمال غرب البلاد.
تأتي الظروف الجافة في الشمال في الوقت الذي يبدو فيه أن الأمطار الغزيرة في الجنوب ستؤثر على إنتاج الأرز. تُشير المجموعة المتزايدة من المخاطر الزراعية إلى أن تداعيات الطقس الجاف قد تكون أكبر هذا العام مقارنةً بما كانت عليه في صيف عام 2022، عندما أدت درجات الحرارة المرتفعة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتضخم.
تنذر موجة الحر في العام الماضي بمخاطر على الإمدادات الغذائية في الصين وتأثيرها المحتمل على الأسعار، وفقاً لما أفادت به "كابيتال إيكونوميكس" في مذكرة صادرة عن المحللين بما في ذلك جوليان إيفانز بريتشارد.
بعد التعديل حسب التغيرات الموسمية، ارتفع مكوّن الغذاء في مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 3.8% بين يونيو وأكتوبر من العام الماضي، مضيفاً 0.8 نقطة مئوية إلى التضخم الرئيسي، حسبما ورد في المذكرة يوم الجمعة.