تحتاج الصين إلى تعزيز الاستثمار في جهود إزالة الكربون إلى نحو 38 تريليون دولار، حتى تتمكن من تلبية أهدافها المناخية الحالية والوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري بحلول 2050، حيث تُعتبر أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري عالمياً.
ستسمح زيادة الاستثمار في إزالة الكربون للاقتصاد الثاني عالمياً بتسريع التحول في قطاع الطاقة، الذي يُعد أكبر مصدر لانبعاثات الكربون، بحسب تقرير لمؤسسة "بلومبرغ إن إي إف"، تحت عنوان" "آفاق الطاقة الجديدة: الصين" صدر اليوم الثلاثاء. تشمل الإجراءات إضافة مزيد من تقنيات تخزين الطاقة وتوليد الطاقة نووياً واحتجاز الكربون، مع توسيع نطاق الانتشار الصيني الرائد في طاقتي الشمس والرياح على مستوى العالم.
حتى تقترب الصين من تحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفري بحلول منتصف القرن؛ ستحتاج إلى مضاعفة استثماراتها في مجال تحول الطاقة ثلاث مرات تقريباً إلى متوسط سنوي يقارب 1.7 تريليون دولار في السنوات اللاحقة من هذا العقد. وخلال العام الماضي أنفقت الدولة 550 مليار دولار على هذا القطاع، وشكلت 50% تقريباً من إجمالي الإنفاق العالمي عليه، وفقاً لـ"بلومبرغ إن إي أف".
دعم الطاقات المتجددة
قال نانان كو، رئيس أبحاث الصين في "بلومبرغ إن إي أف": "الصين تقود العالم بالفعل في تصنيع ونشر مصادر الطاقة المتجددة والبطاريات والمركبات الكهربائية. وتحتاج الآن إلى تسريع دعم التقنيات الناشئة مثل الهيدروجين النظيف، وتخزين الكربون، والطاقة النووية المتقدمة؛ حتى تضمن إمكانية تسويق هذه التقنيات في الوقت المناسب".
"إكسون موبيل": تحقيق العالم صافي انبعاثات صفرية في 2050 أمر مستبعد للغاية
أدى اندفاع البلاد نحو زيادة إنتاج الفحم بعد فصلين متتاليين من الاضطرابات في إمدادات الطاقة إلى تراجع التوقعات التي تنبأت بأن الصين ربما تتفوق على أهداف الرئيس شي جين بينغ للانبعاثات، والتي تركز على الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون قبل 2030، مع تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060.
خلال الشهر الجاري، قال مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف إنه رغم زيادة انبعاثات الصين بنسبة 4% في الربع الأول من العام الجاري، إلا أن هناك ترجيحات باقتراب تحقيق البلاد رقماً قياسياً هذا العام في هذا الصدد، نظراً لأن نشر الطاقة النظيفة بسرعة يعني أن معدل الانبعاثات سيبدأ بالتراجع قريباً.
مصادر وقود احتياطية
رغم مواصلة قطاع الطاقة في البلاد الاستثمارات في مناجم الفحم الجديدة ومحطات الكهرباء، إلا أن هذه المناجم والمحطات ستعمل إلى حد كبير كمصادر وقود احتياطية مع هيمنة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على القطاع.
إذا أرادت الصين بلوغ صافي الانبعاثات الصفري بحلول 2050؛ سيتوجب عليها الوصول إلى ذروة استهلاك الفحم هذا العام، وذروة النفط في 2024، والغاز في 2029، وفقاً لما ذكرته المؤسسة في تقريرها، مضيفة أنه في 2050 قد يقل استخدام النفط بنسبة 60% مقارنة بمستويات 2022، واستهلاك الغاز بنحو 73%.
لاكاميرا: خطط الخليج لتحقيق صافي انبعاثات صفرية نموذج يحتذى به عالمياً
لتحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفري بحلول 2050 ستحتاج الصين أيضاً إلى متابعة إصلاحات سوق الكهرباء، ومواصلة توسيع شبكتها لزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج إمدادات الكهرباء، وفقاً للمؤسسة. وسيحتاج الإنفاق على شبكات الكهرباء إلى زيادة بنسبة 81% ليبلغ 136 مليار دولار تقريباً سنوياً.
اختتمت "بلومبرغ إن إي أف" بأن هناك حاجة أيضاً لتقديم دعم إضافي للتقنيات التي تهدف لمساعدة الصناعات شديدة التلويث للبيئة على الحد من الانبعاثات، بما في ذلك استخدام الهيدروجين واحتجاز الكربون والاستفادة من الطاقة النووية.