انضمت "غلينكور بي إل سي" إلى شركة "لي-سايكل هولدينغز" (Li-Cycle Holdings) في مشروع لبناء مصنع أوروبي لإعادة تدوير البطاريات، والذي سيكون رئيسياً في سلسلة التوريد للمعادن التي تمثل قلب التحول للطاقة الخضراء.
أعلنت الشركتان في بيان مشترك، اليوم الثلاثاء، أنهما ستدرسان خطة لتحويل جزء من مصفاة الرصاص القديمة التابعة لشركة "غلينكور" في جزيرة "سردينيا" إلى مصنع لإعادة تدوير معادن البطاريات مثل الليثيوم، والنيكل، والكوبالت.
سيكون للمنشأة الجديدة - التي سيمكن تشغيلها بحلول أواخر 2026 أو أوائل عام 2027 - القدرة على معالجة 50000 إلى 70000 طن سنوياً من منتجات الخردة المعالجة مسبقاً، المعروفة باسم "الكتلة السوداء"، ما يمكن أن يجعل منها أكبر مصنع من نوعه في أوروبا.
اغتنام عصر تحول الطاقة
ستُلزم اللوائح الجديدة صانعي السيارات الأوروبيين بتوفير كميات متزايدة من المعادن المعاد تدويرها في البطاريات اعتباراً من عام 2030، ما يشكل حافزاً قوياً لقادة إعادة تدوير أيونات الليثيوم مثل "لي-سايكل هولدينغز" لبناء مصانع في المنطقة. ومع ذلك، فإنه في ظل تدفق الاستثمارات إلى هذا القطاع، ستواجه الشركات أيضاً أزمة في الإمداد، حيث بدأت قدرة إعادة التدوير في تجاوز حجم الخردة المتاحة.
وفقاً لشركة استشارات الصناعة "سيكولار إنرجي ستوريج" (Circular Energy Storage)، من المرجح أن يستمر النقص في المعروض خلال العقد المقبل، بينما تنتظر الصناعة وصول نماذج السيارات الكهربائية القديمة إلى ساحات الخردة بأعداد كبيرة، وبحلول 2025 قد يفي الإمداد المتاح من المواد المعاد تدويرها بثلث سعة إعادة التدوير. في غضون ذلك، ستعتمد شركات إعادة التدوير بشكل أساسي على الخردة المنتجة أثناء عملية تصنيع البطاريات.
تعاون استراتيجي
سيتم تغذية المصنع الإيطالي من خلال شبكة من "المرافق الفرعية" التي تُحول خردة البطاريات إلى "كتلة سوداء"، بالإضافة إلى المواد التي يتم الحصول عليها من شركة "غلينكور". يُتوقع أن تؤسس "لي-سايكل"، التي تتخذ من كندا مقراً لها، أول مركز لإعادة التدوير عبر الإنترنت في مقاطعة روتشستر بولاية نيويورك، في وقت لاحق من هذا العام، باستخدام نموذج توريد مماثل.
يمكن لشركة "غلينكور" - التي اشترت بما قيمته 200 مليون دولار من ديون "لي-سايكل هولدينغز" القابلة للتحويل كجزء من صفقة شراكة العام الماضي - أن تقدم حلاً إذا واجهت الشركة الكندية نقصاً في المستقبل، إذ قال كونال سينها، الرئيس العالمي لقسم إعادة التدوير في "غلينكور" لـ"بلومبرغ" العام الماضي، إن الخطوة ستتضمن تعزيز إمدادات النفايات بالمواد الخام من المناجم الخاصة بعملاقة السلع الأساسية إلى أن تتضخم أحجام الخردة.
كما قال "سينها" في ذلك الوقت: "إذا كنت تبني نشاطاً تجارياً مستقلاً لإعادة تدوير البطاريات، فإن هذا النشاط التجاري يتعرض الآن لضغوط... بعض نماذج الأعمال الخاصة بإعادة التدوير فقط لن تنجح، أو على الأقل ستكون تحت ضغط كبير، لأنها ستنتظر وصول كل تلك الخردة".
تخطط شركتا "غلينكور"، و"لي-سايكل" لتشكيل مشروع مشترك بنسبة 50/50 لإعادة تجهيز جزء من مصفاة الرصاص الحالية في "بورتوفيزمي"، الواقعة في سردينيا. ومن المحتمل أيضاً أن تمول "غلينكور" حصة "لي-سايكل" في الاستثمار.
اجتذب التوسع السريع لشركة "لي-سايكل" انتباه البائعين على المكشوف، المتشككين بشأن التكنولوجيا وتكاليف التطوير. ورغم ذلك، تلقت الشركة في فبراير دعماً من وزارة الطاقة الأميركية من خلال قرض بقيمة 375 مليون دولار سيتم استخدامه لبناء مصنع روتشستر.