تستعد شركات النفط الكبرى لتطوير الجيل التالي من مزارع طاقة الرياح، بالقرب من الشواطئ البريطانية، بعد أن فازت "بريتش بتروليوم" و"توتال" بعقودٍ في مزايدة قبل العديد من شركات المرافق التي هيمنت على هذا المجال حتى الآن.
وعرضت "كراون إيستيت" بالمزاد العلني حقوق قاع البحر، والتي ستتيح المجال أمام مزارع لإنتاج الطاقة من الرياح باستطاعة 8 غيغا واط، والتي تكفي لتزويد أكثر من 7 ملايين منزل بالطاقة. يعد هذا المشروع مهماً بالنسبة لهدف رئيس الوزراء بوريس جونسون، لمضاعفة استطاعة الطاقة المنتجة من الرياح الشاطئية في البلاد أربع مرات في العقد القادم، والذي يمثل العمود الفقري لخطته في تخفيض انبعاثات الكربون.
إنها المرة الأولى منذ عقد من الزمن، تقوم فيها "كراون إيستيت" بعرض حقوق قاع البحر بالمزاد من أجل إقامة مزارع إنتاج طاقة من الرياح. تغيرت الصناعة بشكل كبير منذ ذلك الوقت وكذلك تراجعت تكاليف البناء والتمويل، بينما احتدمت المنافسة على مثل هذه المشاريع. لكن المطورين المستقلين الصغار نسبياً، هم من كانوا يشترون المواقع قبل عقد من الزمان، بينما الآن تتنافس شركات المرافق الرئيسية، وأضخم شركتي نفط في أوروبا على تلك المشاريع.
وكانت النتيجة فوز ائتلاف "بريتش بتروليوم" و"إين بي دبليو إينيرجي بادين فورتيمبيرغ" بـ 3 غيغا واط من الطاقة، و"توتال" مع شركة "غرين إنفيستمنت غروب" التابعة لـ"ماكغواير غروب" بـ 1.5 غيغا واط، وذراع "آر دبليو إي" للطاقة المتجددة بـ 3 غيغا واط. كما فاز مشروع مشترك بين "كوبرا أنستالاسيونز ي سيرفيسيوس" و"فلوتايشن إينيرجي"، الخبراء في مزارع طاقة الرياح العائمة، بحقوق تطوير موقع لـ 480 ميغا واط.
خسائر كبيرة
يعد الحصول على حقوق قاع البحر الخطوة الأولى الهامة في بناء مزرعة للرياح، وهي عملية قد تستغرق سنوات. ستكون النتائج خسائر كبيرة للاعبين الحاليين من أمثال "أورستيد" و"إكوينور" و "إس إس إي" الذين سيطروا في السابق على مجال مزارع الرياح البحرية في المملكة المتحدة. لم تقل "كراون إيستيت" متى ستقوم بعرض مناطق أخرى في المزاد؟
كانت "آر دبليو إي" شركة المرافق الكبيرة الوحيدة التي فازت بحقوق تطوير مشاريع بدون شريك في هذه الجولة.
بالنسبة للفائزين، فقد أصبح السباق الآن للحصول على تراخيص المشاريع وبنائها. ويجب على المطورين أن يدفعوا رسماً سنوياً ثابتاً، حتى ينتهي بناء مزارع الرياح، وتبدأ بتوليد الطاقة. بعد ذلك، سيدفعون نسبة من عائداتهم من بيع الطاقة.
قالت "آر دبليو إي": إن متوسط السعر الذي حصلت بموجبه الشركة على إيجار قاع البحر وصل إلى حوالي 82.550 جنيهاً إسترلينياً (113.415 دولاراً) للميغا واط في العام، وهو أدنى سعر تم منحه خلال المزاد. في حين وافقت "بريتش بتروليوم" و"إين بي دبليو" على دفع 154.000 جنيه للميغا واط.
تدير "كراون إيستيت" المياه المحيطة بإنجلترا، وويلز وإيرلندا الشمالية. وتعود ملكية الأراضي تحت إدارتها للتاج البريطاني، وتتم إدارتها للمصلحة العامة، إلى جانب ممتلكات الملكة إليزابيث الثانية الخاصة. ويتم إرسال الأرباح إلى الخزينة، لكن أسرة الملكة تحصل على حصة منها.