تعهدت شركة جنرال موتورز بأن تصبح صديقة للبيئة، من خلال جعل جميع عملياتها العالمية ومركباتها محايدة للكربون بحلول عام 2040، على أن تقوم بحلول عام 2035 ببيع موديلات السيارات عديمة الانبعاثات فقط.
وتكمن التعهدات والالتزامات في تبني سياسات جريئة من قبل صانع السيارات، لتحقيق أهداف تقليل الانبعاثات التي حددتها كاليفورنيا. وتعتبر ولاية كاليفورنيا واحدة من أكبر أسواق السيارات في الولايات المتحدة، وأعلنت عن خطط في سبتمبر لحظر مبيعات السيارات والشاحنات التي تعمل بالبنزين بحلول عام 2035.
ويعتبر هدف جنرال موتورز - المتمثل في تحقيق حيادية الكربون على مستوى الشركة - سابق لهدف منافستها فورد موتورز بنحو 10 سنوات. حيث ارتفع سهم الشركة بنسبة 7.4%، وتم تداوله على ارتفاع 3.1% بقيمة بلغت 50.89 دولاراً في 28 من يناير الماضي.
استراتيجية مختلفة
وتعد مبادرة جنرال موتورز جزءاً من استراتيجية الرئيسة التنفيذية ماري بارا لاستخدام خطة شركة "تسلا" في مجال السيارات الكهربائية، وتغيير صورة الشركة كصانع للشاحنات التي تستهلك كميات كبيرة من الغازات والكربون وسيارات الدفع الرباعي. وقد ألزمت بارا جنرال موتورز بإنفاق 27 مليار دولار لتصنيع 30 موديل لسيارات كهربائية بحلول عام 2025.
وقالت بارا في بيان: "جنرال موتورز تتضامن مع الحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم للعمل على إقامة عالم أفضل وأكثر أماناً وخضرة، كما أضافت: "نحن نشجع الآخرين على أن يحذوا حذونا ويكون لهم تأثير كبير على صناعتنا وعلى الاقتصاد ككل".
التحدي الكبير
وسيتعين على شركة جنرال موتورز تحويل كل موديل تبيعه للعمل على طاقة البطارية أو ربما الهيدروجين لتحقيق هدفها. كما تهدف إلى خفض أسعار بعض السيارات الكهربائية لجعلها في متناول المزيد من مشتري السيارات الجديدة.
وقال دين باركر، كبير مسؤولي الاستدامة في جنرال موتورز، في مكالمة مع الصحفيين: "سينصب تركيزنا على تقديم سيارات عديمة الانبعاثات عبر عرض فئات متعددة من الأسعار. سنحتاج إلى منتجات تجذب جميع المستهلكين، وتوفير المنتجات التي يريدونها والمنتجات التي يمكنهم تحمل تكلفتها".
ويعد التحدي الكبير الذي يواجه جنرال موتورز هو الحفاظ على أرباحها أثناء انتقالها إلى المركبات الكهربائية ذات الهامش الربحي المنخفض. وفي الوقت الحالي، تشكل الشاحنات الصغيرة وسيارات الدفع الرباعي التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود معظم دخل "جنرال موتورز". وقال رئيس الشركة مارك رويس إن تكلفة حزمة بطاريات (Ultium) الخاصة بجنرال موتورز آخذة في الانخفاض، وأن سياراتها الكهربائية ستكون مربحة.
وقال بنك الاستثمار "يو بي إس" في تقرير نُشر العام الماضي إن معظم شركات صناعة السيارات العالمية ستكون قادرة على التخلص التدريجي من انبعاثات الكربون بحلول عام 2040، وأضاف التقرير: "نعتقد أنه يمكن إزالة الكربون بالكامل من قطاع النقل بحلول عام 2040. فقد حققت التقنيات الجديدة اختراقات تُمَكِنها من البدء في تقديم منتجات بتكلفة معقولة، كما أن عمليات توفير الطاقة لهذه الشركات سيكون له تأثيرات جيدة مرتبطة به ". وتخطط جنرال موتورز لاستخدام الطاقة المتجددة لجميع مصانعها ومبانيها على مستوى العالم بحلول عام 2035. وهذا أسرع بخمس سنوات من مستهدفات الشركة السابقة.
استراتيجية متطورة
وتُظهر تحركات بارا كيف أن الخطط الاستراتيجية للشركة تتغير بسرعة. فقبل أربعة أشهر عندما أعلن حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم حظره السيارات التي تعمل بالبنزين اعتباراً من عام 2035، سارعت فورد بإصدار بيان يشيد بهذه الخطوة. وأحالت "جنرال موتورز" وشركة "فيات"، التي أصبحت الآن جزءاً من (Stellantis NV) المندمجة حديثاً، التعليق إلى اتحاد الصناعة والتجارة، الذي قال إنه يلزم بذل المزيد من الجهد لزيادة طلب المستهلكين على السيارات الكهربائية.
في ذلك الوقت، كانت "جنرال موتورز" لا تزال تدعم دعوى الرئيس السابق دونالد ترمب لإلغاء استثناء كاليفورنيا من قواعد الانبعاثات الفيدرالية، والتي سمحت للولاية بتمرير قيودها الأكثر صرامة. وبعد أن خسر ترمب الانتخابات، سحبت جنرال موتورز دعمها. وقد انحازت كلا من "فورد"، و"هوندا موتور"، و"فولكس فاغن"، و"بي إم دبليو"، إلى جانب كاليفورنيا في وقت سابق.
وقال فريد كروب، رئيس صندوق الدفاع عن البيئة، إنه كان يتحدث إلى بارا منذ حوالي خمس سنوات، وفي ذلك الوقت، تطورت آراء صانع السيارات بشأن انبعاثات الكربون، وتزايدت وتيرتها مؤخراً.
وأضاف كروب في مقابلة عبر الهاتف: "هذا حقيقي، تراهن ماري بارا على قدرة الشركة بإحداث الانتقال الكبير التالي في هذه الصناعة".