اقتربت محادثات المناخ في مصر "كوب 27"، من التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة بعدما كانت على وشك الانهيار صباح السبت، إذ يبدو أن هناك تقدماً نحو اتفاق تاريخي تحصل بموجبه الدول الفقيرة على تمويل مقابل الأضرار الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري,
ينص الاقتراح على إنشاء صندوق جديد في العام المقبل لتغطية تكاليف الكوارث المناخية. وفي المقابل ، ضغطت أوروبا من أجل لغة أكثر صرامة بشأن خفض الانبعاثات. وبعد ساعات من الجدل مع دول مترددة، بما في ذلك الصين والبرازيل والمملكة العربية السعودية، تم الاتفاق على تغييرات في هذا الجزء من الاتفاق، ما جعل النص النهائي في متناول اليد.
قال وزير الطاقة النرويجي، إسبين بارث إيدي: "أشعر بتفاؤل حذر في هذه المرحلة".
كانت مباحثات اليوم قد بدأت بتهديد من رئيس شؤون المناخ في الاتحاد الأوروبي، فرانس تيمرمانز بالانسحاب من المفاوضات في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر ، بما يهدد باحتمال أن يكون هذا هو أول اجتماع سنوي لمؤتمر الأطراف منذ أكثر من عقد، لا يتم التوصل فيه إلى اتفاق. لقد كان تيمرمانز أول شخصية رئيسية في القمة، تتحرك في محاولة لتحقيق تقدم من خلال صفقة كبرى تتم فيها مبادلة الوعد بتعويض الخسائر والأضرار، بموقف أكثر تشدداً بشأن الانبعاثات.
قال تيمرمانز وسط مجوعة من وزراء الطاقة الأوروبيين: "الاتحاد الأوروبي متحد بشأن طموحنا والمضي قدماً والبناء على ما تحقق وتم الاتفاق عليه في جلاسكو.. رسالتنا إلى الشركاء واضحة: لا يمكننا إعلان وأد فكرة الـ1.5 درجة مئوية هنا وفي هذا اليوم".
اتفاق "كوب 27" يدخل نفق المفاوضات الصعبة حول الخسائر والأضرار
تقدم في مسألة "الخسائر والأضرار"
جاء التقدم الذي تحقق بشأن مسألة "الخسائر والأضرار"، مع إضافة عبارة تضمن أن الأموال ستذهب إلى البلدان الأكثر ضعفاً حصراً، مثل الدول الجزرية الصغيرة والدول الأقل نمواً. يتضمن النص أيضاً عبارة مرجعية تسمح بأن يشمل ذلك دولاً أخرى - مثل الصين - تساهم في حل المشكلة.
لم يتضمن النص النهائي الطلب الأوروبي المتعلق ببلوغ الانبعاثات العالمية ذروتها بحلول عام 2025 والتعهد بخفض كل أنواع الوقود الأحفوري تدريجياً، إلا أن العمل جار للتوصل إلى لغة يمكن أن تهدئ المخاوف الأوروبية.
قالت المملكة المتحدة، وهي حليف رئيسي للاتحاد الأوروبي بشأن المناخ، إن النص الأخير يهدد بتراجع الإجراءات المناخية ودفعها إلى الوراء مقارنة مع ما تحقق في جلاسكو، في إشارة إلى أنه يجب اتخاذ إجراءات بشأن خفض الوقود الأحفوري قبل أن تتمكن أوروبا من توقيع الاتفاق.
قال ألوك شارما ، كبير المفاوضين من المملكة المتحدة، والذي كان رئيساً لمؤتمر الأطراف العام الماضي في المدينة الاسكتلندية: "النص في الوقت الحالي لا يتجاوز جلاسكو، ولا يأخذنا حتى إلى جلاسكو".
مع ذلك ، فقد لاقت الصفقة الخاصة بالخسائر والأضرار، استحسان الوفود الأفريقية التي تلقت وعوداً بالتعويضات قبل انطلاق القمة.
قال إفرايم مويبيا شيتيما، رئيس مجموعة المفاوضين الأفارقة: "إنه نصر، ليس فقط لأفريقيا، بل وللدول النامية.. سنعود إلى بلادنا فرحين".
من جهتها، قالت وزيرة البيئة في جنوب إفريقيا، باربرا كريسي، إن المدفوعات قد تصبح كبيرة في الوقت المناسب.
قالت كريسي في مقابلة: "يمكن أن تتطلب الخسائر والأضرار قدراً هائلاً من التمويل.. الهدف من التأجيل سنة أخرى، هو إتاحة المجال أمام تحديد مصادر أخرى للتمويل".
تعاون أميركي صيني
شهد اليوم الأخير من القمة أيضاً، استئناف التعاون بين الصين والولايات المتحدة، والذي حمل إشارة أخرى على أن اجتماع الرئيسين شي جين بينغ وجو بايدن على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي، إندونيسيا، أدى إلى تحسن العلاقات بين أكبر دولتين في العالم من حيث حجم الانبعاثات، وهذا ما صرح به كبير المفاوضين الصينيين، شيه زينهوا، في مؤتمر صحفي، في وقت واصل فيه المبعوث الأميركي الخاص للمناخ جون كيري، حجره الصحي بسبب إصابته بفيروس كورونا.
قال شيه زينهوا: "اتفقنا اليوم أننا سنواصل مشاوراتنا بعد انتهاء مؤتمر الأطراف".
يذكر أن المحادثات حول المناخ بين واشنطن وبكين، كانت قد عُلقت بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان في وقت سابق من العام الجاري.