يعتزم المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا "باديا" تخصيص ما لا يقل عن ملياري دولار كتمويلات للدول الأفريقية لمواجهة التغيرات المناخية، كما كشف المدير العام للمصرف سيدي ولد التاه في مقابلة مع "الشرق"، على هامش قمة المناخ "كوب 27" في شرم الشيخ.
هذا المبلغ يندرج ضمن تعهد مجموعة التنسيق العربية بتقديم تمويل مشترك تراكمي يناهز 24 مليار دولار حتى عام 2030 للتصدي لأزمة المناخ العالمية.
تضم المجموعة، إلى المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، صندوق أبوظبي للتنمية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وبرنامج الخليج العربي للتنمية، وصندوق النقد العربي، والبنك الإسلامي للتنمية، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وصندوق أوبك للتنمية الدولية، وصندوق قطر للتنمية، والصندوق السعودي للتنمية.
ولد التاه أشار إلى أن "أول تمويل من المصرف لمواجهة التغيرات المناخية سيكون في 2023، ورواندا أول دولة مرشحة للحصول على هذا التمويل".
السندات الخضراء
يتمحور نشاط المصرف، الذي تمّ تأسيسه قبل 48 عاماً من قِبل 18 دولة عربية، على تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي بين المنطقتين العربية والأفريقية. حيث قدّم منذ بدء نشاطه عام 1975 حتى الآن تمويلات بشكل قروض لأكثر من 720 مشروعاً إنمائياً لصالح القطاع العام، لفائدة 44 دولة أفريقية جنوب الصحراء.
مدير "باديا" أعلن أن حجم تمويلات المصرف هذا العام "لن تقل عن 1.1 مليار دولار"، مقابل نحو 900 مليون دولار في 2021. متوقعاً أن تقفز لأكثر من 1.5 مليار دولار العام المقبل.
يشهد المصرف، البالغ رأسماله 20 مليار دولار، عملية تحول هيكلية منذ اتخذ القرار ببدئه تقديم القروض للقطاع الخاص قبل بضع سنوات.
إلى ذلك، أفصح ولد التاه أن المصرف ينجز الترتيبات اللازمة لطرح سندات بأقرب وقتٍ من عام 2023؛ "وسيكون من ضمنها شريحة سندات خضراء".
كان مدير "باديا" كشف في مقابلة مع "الشرق"، في مارس، أن المصرف سيطرح أول سنداته بقيمة 500 مليون يورو، ضمن برنامج ديون متعدد الشرائح يجري وضع اللمسات الاخيرة عليه.
مطلع العام، حصل "باديا"، ومقرّه الرئيسي العاصمة السودانية الخرطوم، على تصنيف"Aa2" طويل الأجل للعملات الأجنبية من وكالة "موديز"، مع نظرة مستقبلية إيجابية. منوّهةً بأن المصرف لم يحقق خلال الـ48 سنة الماضية أية خسارة في محفظة تمويلاته. كما حصل مؤخراً على تصنيف بدرجة "AA" من وكالة "إس أند بي".