الاتحاد الأوروبي ما زال يجادل بأنه على المسار الصحيح لخفض الاحتباس الحراري

عطش العالم للغاز يهدد بكسر مستوى 1.5 درجة لتجنب كارثة المناخ

يُرى توهج غاز عند الغسق في هذه الصورة الجوية التي التقطت فوق حقل بالقرب من مينتون، تكساس، الولايات المتحدة، يوم السبت، 31 أغسطس 2019.  - المصدر: بلومبرغ
يُرى توهج غاز عند الغسق في هذه الصورة الجوية التي التقطت فوق حقل بالقرب من مينتون، تكساس، الولايات المتحدة، يوم السبت، 31 أغسطس 2019. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أفاد تقرير جديد أنَّ تعطش العالم للغاز ليحل محل الإمدادات الروسية، يهدد بتجاوز هدف 1.5 درجة سيليسيوس الحاسم لتجنب أضرار مناخية كارثية.

بحلول عام 2030، يمكن أن يكون لدى البلدان فائض من الغاز الطبيعي المسال يبلغ 500 ميغا طن، وهو ما يعادل خمسة أضعاف مما استوردته أوروبا من روسيا في عام 2021، وفقاً لمجموعة الأبحاث "كلايمت أكشن تراكر" (Climate Action Tracker).

كما وجدت مجموعة الأبحاث أيضاً أنَّ انبعاثات الكربون القادمة من مشاريع إنتاج الغاز الطبيعي المسال قيد الإنشاء والمعتمدة والمقترحة حتى عام 2050 ستستهلك حوالي 10% من الانبعاثات المتبقية التي تركها العالم للحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة إلى أقل من 1.5 درجة.

مستويات خطرة

من جانبه قال بيل هير، الرئيس التنفيذي لمنظمة "كلايمت أناليتيكس" (Climate Analytics) وهي منظمة شريكة لمجموعة "كلايمت أكشن تراكر": "نشهد اندفاعاً كبيراً لتوسيع إنتاج الغاز الأحفوري وقدرة استيراد الغاز الطبيعي المسال في جميع أنحاء العالم، وهذا يمكن أن يتسبّب في أن تخرق الانبعاثات العالمية مستويات خطرة".

أصبح الاندفاع نحو الغاز قضية رئيسية في قمة المناخ "كوب 27" في شرم الشيخ في مصر. حيث يتعرض الاتحاد الأوروبي لانتقادات بسبب بناء بنية تحتية جديدة للغاز يمكن أن تربط القارة بالوقود الأحفوري لفترة أطول من المتوقَّع. اتهم محمد أدو، الناشط البارز في مركز الأبحاث "باور شيفت أفريقيا" (Power Shift Africa)، ألمانيا هذا الأسبوع أيضاً باستخدام القارة كمحطة وقود، في الوقت الذي تسارع فيه لتأمين إمدادات بديلة من السنغال وقطر في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

استعمار الوقود الأحفوري

في هذا الصدد، قال المفوّض الأوروبي قدري سيمسون إنَّ الاتحاد الأوروبي سيدعم استكشاف المزيد من حقول الغاز في الجزائر، على عكس تأكيد وكالة الطاقة الدولية بأنَّه يجب ألا يكون هناك إنتاج جديد للوقود الأحفوري إذا كان العالم سيحقق أهدافه المناخية. ضمّ آل غور، نائب الرئيس الأميركي السابق الذي تحول إلى ناشط مناخي، صوته إلى الانتقادات في الافتتاح الرسمي لقمة "كوب 27"، قائلاً إنَّه يتعين على الدول الغنية تجاوز استعمار "الوقود الأحفوري".

إذ قال غور: "يجب أن نرى ما يسمى بـ(الاندفاع نحو الغاز) على حقيقته: اندفاع من فوق جسر نحو الهاوية، تاركاً دول العالم في مواجهة فوضى مناخية بالإضافة إلى مليارات من الأصول العالقة، خاصة هنا في أفريقيا".

الاتحاد الأوروبي يجادل

من جانبه، يجادل الاتحاد الأوروبي بأنَّه ما يزال على المسار الصحيح لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55% بحلول نهاية العقد، وأنَّ الغزو الروسي سيسرّع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة بدلاً من إبطائه، والتي تشكل مصدراً للطاقة المحلية الرخيصة. كما شدد على أنَّ العلاقات الجديدة ستفسح المجال لتدفقات الهيدروجين الأخضر في المستقبل.

علاوةً على ذلك، قال جاكوب ويركسمان، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن المناخ في "كوب 27": "يتحمل الاتحاد الأوروبي مسؤولية ضمان حصولنا على إمدادات الطاقة الضرورية لسكاننا، وعلينا القيام بذلك في سياق قطعنا للإمدادات من روسيا؛ وبينما ندخل في أي نوع من تلك العلاقات حيث يتخذ بلد ما خياراً بشأن مضاعفة الاستثمار في الوقود الأحفوري؛ فإنَّنا نقدّم لهم بديلاً، ونشجعهم على تبنيه أيضاً".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك