في ختام مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 26"، العام الماضي، قال ألوك شارما، السياسي البريطاني الذي ترأس المؤتمر حينذاك، إنَّ الأمل في الحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية ما يزال قابلاً للتحقيق، ولكنَّ "نبضه ما يزال ضعيفاً".
بعد مرور عام أصبح الهدف مهدداً، وبات يعيش بأجهزة الرعاية المركزة. إذ يقول أدير تيرنر، المدير المالي السابق لمدينة لندن، والذي يرأس حالياً لجنة تحولات الطاقة، إنَّ "كوب 27"، أو مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ هذا العام الذي ينطلق في مدينة شرم الشيخ المصرية يوم الأحد المقبل، لا يحتمل أن يوفر "نقطة التحول" اللازمة لوضع الأرض على الطريق الصحيح.
في تقرير نُشر يوم الأربعاء، قالت لجنة تحولات الطاقة إنَّ فرص الحد من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية تتلاشى بسرعة. ويأتي هذا التحذير بعد أسبوع واحد فقط من إعلان اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أنَّ خطط الحكومة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ليست كافية لتجنب الاحتباس الحراري الكارثي، إذ يتجه الكوكب نحو ارتفاع درجة الحرارة بين 2.1 درجة مئوية و2.9 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، مقارنة بأزمنة ما قبل عصر الصناعة.
قال تيرنر في مقابلة: "أي شخص عاقل سيقول إنَّ الفرص محدودة" للوفاء بهدف 1.5 درجة مئوية، لكنْ "لا تقل دعونا نتجه فقط إلى درجتين مئويتين .. فكل 0.1 درجة مئوية مهمة".
رصيد الانبعاثات ينفد
يقول علماء المناخ إنَّه إذا كان أمام العالم أي فرصة للحد من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية؛ فقد ينحصر إجمالي انبعاثات الكربون على 500 مليار طن بين عامي 2020 و2050.
ولكن هذا الرصيد من انبعاثات الكربون يجري استنزافه بسرعة؛ فمنذ بداية عام 2022، استهلكت بالفعل حوالي 80 غيغا طن من 500 غيغا طن، بحسب لجنة تحولات الطاقة، التي أضافت أنَّ الالتزامات والأهداف الوطنية الحالية بشأن الانبعاثات تعني أنَّ الأرصدة المتبقية "سيتم تجاوزها بشكل كبير".
وقالت لجنة تحولات الطاقة: "يجب أن نواجه حقيقة أنَّ مجموعة الالتزامات الوطنية من جانب واحد التي تم التعهد بها حتى الآن لا تضيف شيئاً، وأنَّ الوقت ينفد من بين أيدينا".
وأوضحت أنَّه من أجل تحقيق مستهدف خفض الانبعاثات عند 1.5 درجة مئوية، يجب على جميع البلدان- وخاصة الاقتصادات المتقدمة والصين - "أن تنجز ما التزمت به من خفض الانبعاثات، وتجاوز زيادة المستهدفات التي التزمت بها سابقاً".
في الوقت نفسه، ينبغي أن تذهب "التدفقات المالية الكبيرة والمساعدات الفنية" إلى البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض لمساعدتها على خفض الانبعاثات بوتيرة أسرع.
إزالة الكربون
قالت لجنة تحولات الطاقة إنَّ عمليات إزالة الكربون يمكن أن تساهم في سد الفجوة.
في تقرير منفصل في وقت سابق من 2022؛ قدّرت لجنة تحولات الطاقة أنَّ عمليات إزالة ما يصل إلى 225 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون قد تكون ضرورية بحلول عام 2050 للبقاء على المسار للوصول إلى 1.5 درجة مئوية.
يمكن أن تشمل عمليات الإزالة ما يسمى بالحلول القائمة على الطبيعة، والتي تتضمن وقف إزالة الغابات وإعادة التشجير على نطاق واسع، فضلاً عن شكل التكنولوجيا مثل الآلات التي تمتص الكربون من الغلاف الجوي.
قالت لجنة تحولات الطاقة أيضاً: "يجب تعظيم مشاركة الشركات في أسواق الكربون بشكل طوعي"، مضيفة أنَّه يجب أن تكون هناك إمكانية لمشاركتها في جمع ما يصل إلى 190 مليار دولار لتمويل أنشطة مكافحة تغيّر المناخ بحلول عام 2030.