تدرس الغابون بيع أكبر سندات سيادية خضراء على الإطلاق في أفريقيا بمنطقة جنوب الصحراء الكبرى، واستخدام العائد في تمويل بناء محطات طاقة كهرومائية، حسب رئيس صندوق الثروة السيادية في البلاد.
وقال الرئيس التنفيذي أكيم داودة إنه بينما تستهدف ثاني أكثر دول العالم من حيث مساحة الغابات وصندوق الثروة السيادي بالبلاد إصدار سندات تتراوح قيمتها بين 100 مليون دولار و200 مليون دولار سيكون التركيز أولاً على إنهاء بيع 90 مليون من الأرصدة الكربونية للانبعاثات التي تمتصها الأشجار، كما أشار إلى احتمال انتظار الإصدار حتى تتحسن ظروف السوق.
وأضاف داودة خلال مقابلة في لندن: "نستهدف إصدار سندات خضراء لمواصلة الاستثمار في بناء سدود الطاقة الكهرومائية المتجددة لدينا، ونرى جميعاً ما تشهده الأسواق تلك الأيام، وقد لا يكون الوقت مناسباً للحصول على تمويل".
تباطؤ مبيعات السندات الخضراء
شهدت مبيعات السندات السيادية الخضراء تباطؤاً في 2022 عقب النمو الكبير الذي سجلته خلال السنوات الأخيرة وسط تقلص الحاجة إلى الاقتراض عقب الزخم الكبير الذي شهدته خلال جائحة كوفيد-19، كذلك أصبح المستثمرون أكثر حذراً في ظل تذبذب الأسواق عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، كما تراجع أداء السندات الأخلاقية لمستوى أقل من السندات التقليدية وسط سيطرة عمليات بيعية واسعة على السوق.
وحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ إنتليجينس"، تراجع إجمالي الإصدارات العالمية العام الجاري إلى 71.4 مليار دولار مقابل 92.3 مليار دولار في 2021. ورغم التراجع فإن مبيعات العام الجاري تجاوزت 4 أضعاف قيمة إصدارات الأوراق المالية في 2018.
إصدارات الديون الخضراء تكتسب حصة سوقية رغم تراجع العائدات
تندر إصدارات الأوراق المالية السيادية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إذ باعت نيجيريا سندات خضراء مقومة بعملتها المحلية وجمعت 25.69 مليار نايرا نيجيرية (58 مليون دولار) خلال عامي 2017 و2019 لتمويل مشاريع الطاقة والنقل ومشروعات الحفاظ على الحياة البرية، وفقاً لبحث أجراه معهد ما وراء البحار للتنمية (ODI) بتمويل من وكالات حكومية بريطانية.
إصدارات زرقاء
وبينما جاء باقي إصدارات المنطقة عن طريق المجالس المحلية أو الشركات، باعت مصر سندات سيادية خضراء بقيمة 750 مليون دولار في 2020.
تتطلع الغابون إلى جمع تمويل من حماية غاباتها واستخدامها بطريقة مستدامة في ظل سعيها للتخلص التدريجي من الاعتماد على عائدات النفط، التي تمثل كل صادراتها تقريباً.
تدرس الدولة الواقعة وسط أفريقيا أيضاً إبرام صفقة مع منظمة "ذا نايتشر كونسيرفنسي" (The Nature Conservancy) تتضمن شراء المنظمة سندات يورو تصدرها الغابون بقيمة 700 مليون دولار، على أن تبيع السندات مرة أخرى إلى الحكومة بفائدة أقل مقابل تمويل جهود الحفاظ على البيئة البحرية، في ما يُعرف بالسندات الزرقاء.