ستستثمر شركة "نستله" (Nestle)، أكبر شركة قهوة في العالم، أكثر من مليار فرنك سويسري (نحو مليار دولار) بحلول عام 2030 لتشجيع المزارعين الذين يوفرون البن لعلامتها التجارية "نسكافيه" على استخدام أساليب زراعية أكثر استدامة في الوقت الذي يعرّض كل من تغير المناخ والظروف المناخية القاسية المحاصيل للخطر.
ستوفر شركة "نستله" تدريباً يتضمن أفضل تقنيات الزراعة بالإضافة إلى الحوافز النقدية لتشجيع المزارعين على اتخاذ إجراءات، مثل زراعة محاصيل التغطية لحماية التربة. وبفضل شبكة مترامية الأطراف تضم أكثر من 500 ألف مزارع يوفرون الحبوب لـ"نسكافيه"، تعتزم الشركة مضاعفة عدد الموردين الذين تعمل معهم في مثل هذه المسائل إلى 200 ألف على الأقل.
تأثيرات مناخية
يهدد تغير المناخ إمدادات القهوة: إذ يُزرع المحصول قرب الحزام الاستوائي، الذي كان أكثر تأثراً بالطقس القاسي، بما في ذلك الجفاف والأعاصير. وفقاً لـ"بنك التنمية للبلدان الأميركية" من شأن ارتفاع درجات الحرارة أن يمثّل تهديداً طويل الأمد، ويقلل المساحات المناسبة لزراعة البن بنسبة تصل إلى 50% بحلول عام 2050. تسبب الصقيع الشديد في البرازيل في تآكل محصول العام الماضي وقلّص أيضاً من إمكانات عام 2022.
يقول ديفيد ريني، رئيس قسم أعمال القهوة في شركة "نستله": "لن يكون لدينا مزارع قهوة قابلة للحياة خلال 20 أو 30 عاماً إذا لم نتخذ إجراءات الآن".
لهذا السبب تعزز "نستله" جهودها لدعم انتقال المزارعين إلى أساليب الزراعة التجديدية بشكل أكبر. يقول ريني إنه من خلال التدريب والمساعدة الفنية وشتلات البن عالية الإنتاجية، يمكن أن تساعد "نسكافيه" المزارعين على تحسين صحة التربة وخصوبة النبات واستخدام المياه.
تهدف "نسكافيه" إلى الحصول على كل بُنها بطريقة مسؤولة بحلول عام 2025، أي ما يشكل زيادة بمقدار 82% مقارنة بعام 2021. كما تريد زراعة خُمس بنها بطرق تجديدية بحلول عام 2025 ونصفها بحلول عام 2030.
تشمل الأمثلة على ما سيفعله البرنامج استبدال أشجار البن بأصناف مقاومة للأمراض وتغير المناخ، التي يمكن أن تساعد في تجديد قطع أراضي البن وزيادة إنتاجية المزارعين. تقدم "نستله" الحوافز والعلاوات للحبوب التي يتم الحصول عليها بشكل مسؤول لأنه لا يوجد عدد كافٍ من المزارعين ينفذون مثل هذه الإجراءات بأنفسهم.
مشترٍ ذو نفوذ
مع أكثر من 5500 كوب من "نسكافيه" يتم شربها في جميع أنحاء العالم كل ثانية، وأكثر من 10 مليارات فرنك سويسري من المبيعات، تعد "نسكافيه" من مشتري القهوة المؤثرين، حيث تستحوذ على 8% إلى 9% من الحبوب الخضراء في العالم. لكن يعتبر جعل زراعة البن أكثر استدامة مشكلة معقدة. إذ يمكن أن يكون الاستثمار في الممارسات التجديدية محفوفاً بالمخاطر ومكلفاً بالنسبة للمزارعين الفقراء إذا قاموا بها بمفردهم، خاصة بسبب تقلب السوق والمضاربة.
وفقاً لمنظمة "تكنو سيرف" (TechnoServe) غير الربحية، يعيش أكثر من 80% من العائلات التي تعمل في زراعة البن عند خط الفقر أو تحته، ويعانون أيضاً من ارتفاع معدلات التضخم، مما يحد من ميزانيات أسرهم.
ستقوم "نسكافيه" في كل من المكسيك وساحل العاج وإندونيسيا، بتجربة برنامج دعم مالي لتشجيع المزارعين على التحول إلى طرق الزراعة التجديدية. ومن خلال تعاونها مع المزارعين، ستجرب تدابير مثل الحوافز النقدية المشروطة والتأمين ضد الطقس لجعل زراعة البن أكثر قدرة على التكيّف.
على عكس علامة "نستله" التجارية الفاخرة "نسبرسو"، التي توفر بالفعل أكثر من 90% من قهوتها بشكل مستدام، فإن منتجات "نسكافيه" تنافس أكثر من ناحية السعر، مما يحد من قدرتها على زيادة المبلغ الذي تدفعه