يتغير النقاش حول التغيرات المناخية، وذلك لأنَّ استخدام مصطلحات مثل "تغيُّر المناخ"، و"الاحتباس الحراري العالمي" باتت مثيرةً للسخرية من قِبل أولئك الذين يعتقدون أنَّ الوقت قد حان لإجراء أكثر من مجرَّد حديث، واتخاذ خطوات فعلية تجاه البيئة، فهُم يفضّلون استخدام مصطلحات تُترجَم إلى إجراءات عاجلة.
1- ما المصطلحات الجديدة التي تشكّل جزءاً من المناقشة؟
يطالب المتظاهرون الشباب في جميع أنحاء العالَم بأنْ تُعلِن حكوماتهم "حالة طوارئ" مناخية، ويذهبون إلى حدِّ التغيُّب عن المدرسة يوم الجمعة لتنظيم ما يسمى بالإضرابات المناخية. وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، التي تناصر القضايا البيئية، في شهر مايو أنها تغيِّر أسلوب المؤسَّسة لتفضيل مصطلح "الطوارئ المناخية"، أو "أزمة المناخ"، أو "انهيار المناخ"، على "تغيُّر المناخ" (بالإضافة إلى "السخونة العالمية" على "الاحتباس الحراري"). وقالت رئيسة التحرير كاثرين فينر، إنَّ مصطلح "تغيُّر المناخ" يبدو "غير فعّال، ولطيفاً إلى حدٍّ ما، عندما يتحدَّث العلماء عن كارثة للبشرية".
2- هل تحققت النتائج؟
ربما في استطلاع أجرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، و"منظمة كايزر فاميلي"، وصف 38% من البالغين في الولايات المتحدة تغيُّر المناخ بأنَّه "أزمة"، في حين وصفه عدد متساوٍ بأنَّه "مشكلة كبيرة، ولكن ليس أزمة". وقد أنشأت القيادة الديمقراطية لمجلس النواب الأمريكي هذا العام لجنة مختارة بشأن أزمة المناخ، وتهدف بحلول مارس 2020 إلى نشر مخطط للحفاظ على مكاسب درجة حرارة الأرض إلى أقل من 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت)، وعندما حصل الديمقراطيون على الأغلبية الأخيرة في مجلس النواب، في عام 2007، شكَّلوا لجنة مماثلة، لكنَّهم أطلقوا عليها اسم "اللجنة المختارة لاستقلال الطاقة والاحتباس الحراري العالمي"، إلا أنَّها أُلغِيَت عندما استعاد الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب في عام 2011.
3- أليس من الممكن أن تكون مجرَّد دلالات لفظية؟
حرفياً، نعم. ويمكن القول، إنَّه يجري اتخاذ خطوات ملموسة أكثر بكثير، مع تغيُّر المناخ بالفعل، وتزايد استخدام السيارات الكهربائية، والطاقة المتجددة التي تُعَدُّ أرخص من الفحم في عديد من الأماكن (وتصبح أرخص)، كما ينتزع العديد من المستثمرين الكربون من محافظهم الوظيفية، والمزيد من الأفراد يأكلون كمّيات أقل من اللحوم. لكنَّ النشطاء يؤكِّدون أنَّ الكلمات الأقوى قد تسهم في تركيز الاهتمام على "الأرض" بطريقة جديدة، وأنَّ حشد الأصوات قد يؤدي إلى اتخاذ الإجراء المناسب.
4- ما نوع الإجراء؟
بحلول منتصف عام 2019، أعلنت الحكومات المحلية والوطنية التي تمثِّل 206 ملايين شخص "حالة طوارئ مناخية"، وفقاً لعريضة إعلان طوارئ المناخ. وتقول في معظم الحالات، إنَّ هذا يعني أنَّ الحكومة تلتزم وضع خطة عمل في غضون 6 أشهر، إذ إنَّ الطلاب الذين ينظِّمون إضرابات بسبب المناخ، ويدافعون عن استخدام "الطوارئ" يريدون من الحكومات التزام التحوُّل إلى الطاقة المتجددة بنسبة 100% في أقرب وقت ممكن، ويفضَّل أن يكون ذلك بحلول عام 2030.
للتواصل مع الكاتب حول هذا الموضوع:
- إيما فيكرز في نيويورك على: evickers4@bloomberg.net
للتواصل مع المحررين المسؤولين عن هذ الموضوع:
- ليا هاريسون سنجر على: lharrison@bloomberg.net
