هل يمكن للدببة القطبية أن تتكيف مع التغير المناخي؟

الدبّ القطبي أشهر الحيوانات المعرّضة لخطر الانقراض بفعل تهديدات التغير المناخي  - المصدر: بلومبرغ
الدبّ القطبي أشهر الحيوانات المعرّضة لخطر الانقراض بفعل تهديدات التغير المناخي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يعدّ الدبّ القطبي المثال الأشهر على الحيوانات المعرّضة لخطر الانقراض بفعل تهديدات التغير المناخي. ولكن بحسب تقرير صدر يوم الخميس في مجلة "ساينس" (Science)، قد تكون مجموعة من الدببة القطبية في جنوب شرق غرينلاند تمكنت من تكييف ممارساتها في الصيد، ما يعطي أملاً بقدرة الدببة، أو على الأقل قدرة جيوب منها، على البقاء على الأرض لفترة طويلة.

قالت كريستين لايدر، العالمة المتخصصة بالشؤون القطبية في مختبر الفيزياء التطبيقية في جامعة واشنطن إن الدببة القطبية مهددة نتيجة فقدان الجليد البحري بسبب التغير المناخي. وتعطينا هذه المجموعة الجديدة من الدببة فكرة حول كيف يمكن لهذا الجنس أن ينجو في المستقبل.

أضافت "مع ذلك، يجب أن نكون حذرين في استقراء النتائج التي توصلنا إليها لأن الأنهار الجليدية الموجودة في جنوب شرق غرينلاند التي تمكّن الدببة من البقاء، غير موجودة في معظم أرجاء القطب الشمالي".

تعتمد الدببة القطبية في القطب الشمالي على الجبال الجليدية التي تتكوّن في المحيط المفتوح لتنطلق منها من أجل اصطياد حيوان الفقمة. وفي ظلّ الاحترار العالمي نتيجة التغير المناخي، بات الجليد البحري يتكوّن في أوقات متأخرة أكثر فأكثر كلّ عام، ما قد يتسبب في جوع هذه الحيوانات المفترسة الملكية ذات الفرو العاجي.

أجرت لايدر وزملاؤها دراسة شملت مجموعة من الدببة القطبية التي تعيش في غرينلاند في أسفل القطب الشمالي منذ مئات السنين، وهي حالياً منعزلة عن أقاربها من الدببة في القطب الشمالي، وحتى عن الدببة القطبية في شمال غرينلاند. تعيش بعض هذه الدببة لسنوات داخل مضيق بحري واحد. في المقابل، يمكن للدببة القطبية الموجودة نحو الشمال أكثر أن تجتاز مسافة 40 كيلومتراً خلال بضعة أيام.

تعيش دببة جنوب شرق غرينلاند حالياً في ظروف مناخية مماثلة لتلك التي يتوقع أن يبلغها القطب الشمالي الأعلى في وقت لاحق من القرن، ما يعني أنها تختبر فترة خالية من الجليد لأكثر من 250 يوماً في السنة. تستطيع الدببة القطبية أن تنقطع عن الأكل لفترات طويلة، ولكن يعتقد أنها بحاجة لتقتات بعد فترة 100 إلى 180 يوماً حتى تتمكن من البقاء.

تمكنت الدببة القطبية في غرينلاند من التكيف من خلال اصطياد الفقمات الحلقية، فريستها الرئيسية، عند أطراف الأنهار الجليدية التي تلتقي بالبحر. قال معدّو الدراسة "يشير ذلك إلى أن الأنهار الجليدية المنتهية بالبحر التي على الرغم من أنها لا تتوفر إلا بعدد محدود، يمكنها أن تقدم ملجأً لم يكن معروفاً سابقاً يحمي من آثار التغير المناخي". حالياً، تنتقل الدببة في القطب الشمالي إلى اليابسة حين ينتهي موسم الجليد البحري، أو تتوجه أكثر نحو الشمال.

ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أن إناث الدببة القطبية في جنوب شرق غرينلاند تزن أقل من العديد من المجموعات الفرعية الأخرى من الدببة، مع العلم أن الوزن في العادة أحد مقاييس الصحة، كما أنها تلد عدد صغار أقل. كذلك، أوضح العلماء أن المواطن التي تلتقي فيها الأنهار الجليدية بالبحر محدودة في القطب الشمالي، ولكنها تتواجد مع ذلك في مناطق غير غرينلاند، مثل سفالبارد في النرويج.

إلى ذلك، فإن الحرارة ترتفع في غرينلاند هي الأخرى، بالتالي الموطن الذي توفره الأنهار الجليدية فيها مهدد أيضاً، مع ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند وانهياره.

قالت لايدر "اتخاذ إجراءات للحدّ من التغير المناخي لا يزال الخطوة الأهم من أجل الحفاظ على الدببة القطبية".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك