تعهد الرئيس إيمانويل ماكرون بإنهاء استخدام الوقود الأحفوري في فرنسا في حال إعادة انتخابه، وذلك قبل ثمانية أيام من مواجهة زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، في جولة الإعادة.
قال ماكرون في خطابه أمام تجمع انتخابي في مدينة مرسيليا الجنوبية، يوم السبت، إنَّه سيعيّن وزيراً لتخطيط الطاقة، تتمثل مهمته في جعل فرنسا أول دولة كبرى تستغني عن النفط والغاز والفحم.
لم يحدد ماكرون المدة التي يستغرقها ذلك الانتقال، خلال رده على سؤال حول إمكانية تحقيق الاعتماد الكامل على الطاقة المتجددة في فترة الولاية المقبلة التي تستمر خمس سنوات.
وضع ماكرون هدفاً طموحاً إلى جانب الالتزام بتحسين إدارة الانتقال من الكربون، أثناء مناشدته للناخبين المهتمين بالبيئة، كما شدد على أنَّ الاقتصاد الفرنسي، إذا ما اعتمد على الطاقة النووية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، سيكون أكثر صداقة للبيئة.
سعى ماكرون للتميز عن لوبان، التي أعلنت عدم رغبتها في انضمام فرنسا للصفقة الخضراء المقترحة من "المفوضية الأوروبية" التي تهدف إلى تسريع خفض انبعاثات الكربون بحلول عام 2030، وفي حين تعهدت بالالتزام باتفاق باريس للمناخ؛ تريد لوبان وقف تطوير طاقة الرياح والطاقة الشمسية وإلغاء تقديم الإعانات لتلك التكنولوجيا.
يتطلع ماكرون ولوبان إلى حشد أصوات 7.7 مليون شخص قاموا بالتصويت لصالح اليساري المتطرف والمخضرم، جان لوك ميلينشون، في الجولة الأولى من الانتخابات التي انعقدت في 10 أبريل، إذ كانت البيئة ركيزة أساسية في برنامج ميلينشون، كما كانت البيئة ضمن القضايا الرئيسية التي اهتم بها الناخبون الفرنسيون.
حصل ميلينشون على أكبر عدد من الأصوات خلال الجولة الأولى في مرسيليا، برغم جهود ماكرون لجذب الناخبين في ثاني أكبر مدينة فرنسية من حيث عدد السكان.
في عام 2021، أمضى ماكرون ثلاثة أيام في مرسيليا، في أطول زيارة رسمية له إلى مدينة فرنسية منذ توليه منصبه عام 2017، في محاولة منه للتخلي عن صورته كزعيم باريسي منفصل عن باقي السكان، إذ قال سابقاً، إنَّ حبه لمارسيليا ليس له حدود، وإنَّه كان من أشد المؤيدين لنادي "أوليمبيك مارسيليا" (OM) لكرة القدم.
تشير استطلاعات الرأي إلى فوز ماكرون في جولة الإعادة المقرر انعقادها في 24 أبريل الجاري، فقد أظهرت الاستطلاعات خلال الأسبوع الماضي اتساع الفجوة بينه وبين لوبان، لكن من المرجح أن يكون السباق أكثر احتداماً مما كان عليه في انتخابات 2017، عندما تفوّق ماكرون بأكثر من 30% من الأصوات.
وتظهر لوبان نفسها بصفتها نصيرة الفقراء، في حين تبرز صورة ماكرون باعتباره رئيساً للمؤسسات والأثرياء.