حذر لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة "بلاك روك"، من أن الشركات ستتخلف عن الركب إذا لم تتبن ممارسات تجارية مستدامة، وذلك في رده على انتقادات أشارت إلى أن التأثير البيئي في قرارات الاستثمار بدعة سياسية.
كتب فينك في خطابه السنوي إلى الرؤساء التنفيذيين: "رأسمالية أصحاب المصلحة لا تتعلق بالسياسة... إنها ليست أجندة اجتماعية أو أيديولوجية... وهي لا تعتبر يقظة".
خلال العقد، تضخمت شركة "بلاك روك" لتصل أصولها إلى أكثر من 10 تريليونات دولار، بما في ذلك حصص مسيطرة في العديد من الشركات الكبيرة. وكانت أيضاً محركاً رئيسياً للطفرة في الاستثمار المستدام: تتضمن محفظتها 509 مليارات دولار من الأصول المستدامة، أي أكثر من ضعف المبلغ قبل عام.
ومع نمو "بلاك روك"، أصبح فينك يتكلم بصراحة متزايدة، جاذباً بحديثه النقاد من كافة التوجهات. فمن اليمين السياسي، أعلنت بعض الولايات الأمريكية أنها لن تتعامل مع مديري الأصول الذين يتجنبون استثمارات النفط والغاز. ومن اليسار، يشكو التقدميون من أن شركة "بلاك روك" وآخرين لا يستخدمون نفوذهم المالي لفعل المزيد من أجل الاستدامة، بشكل أسرع.
تدفق السيولة على مكافحة تغير المناخ
في خطاب هذا العام، الذي نشر على الموقع الإلكتروني للشركة في وقت متأخر من يوم الإثنين بتوقيت نيويورك، دافع فينك عن منهجه، إذ كتب: "نحن نركز على الاستدامة ليس لأننا دعاة حماية البيئة، ولكن لأننا رأسماليون ومؤتمنون من عملائنا".
قال فينك (69 عاماً)، إن الشركات التي تفشل في الابتعاد عن مخاطر الكربون تتخلف عن الركب، حيث تتدفق مليارات الدولارات على تقنيات مكافحة تغير المناخ.
وكتب: "ستتحول كل شركة وكل صناعة من خلال الانتقال إلى عالم خالٍ من الكربون... لن تكون الألف شركة يونيكورن القادمة محركات بحث أو شركات وسائط اجتماعية، بل ستكون شركات مبتكرة ومستدامة وقابلة للتطوير - شركات ناشئة تساعد العالم على إزالة الكربون".
بالنسبة لشركات النفط والغاز، نصح فينك قادة الأعمال بالعمل مع أكثر الدول تسبيباً للانبعاثات بهدف تطوير تقنيات خفض الكربون.
أضاف فينك: "إن تجريد قطاعات بأكملها - أو ببساطة نقل الأصول كثيفة الكربون من الأسواق العامة إلى الأسواق الخاصة - لن يؤدي بالعالم إلى صفر انبعاثات... ولا تسعى شركة بلاك روك إلى سحب الاستثمارات من شركات النفط والغاز كسياسة عامة".
كما دعا الحكومات إلى تقديم إرشادات بشأن سياسة الاستدامة والتنظيم والإفصاح عبر الأسواق. إذ كتب في خطابه أن الشركات "لا يمكن أن تكون شرطة المناخ... عندما نسخر قوة كل من القطاعين العام والخاص، يمكننا حقاً تحقيق أشياء لا تصدق".
لقطات من خطاب فينك:
- أدى الوباء إلى تحول جذري في طبيعة العمل، مما أدى إلى معدل أكبر من دوران العمالة والمزيد من الباحثين عن المرونة، "الشركات التي لا تتكيف مع هذا الواقع الجديد ولا تستجيب لعمالها تفعل ذلك على مسؤوليتها الخاصة".
- بلغت الاستثمارات المستدامة 4 تريليونات دولار وستستمر في الارتفاع، "إن إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي ستخلق أكبر فرصة استثمارية في حياتنا... كما أنها ستترك الشركات التي لا تتكيف متخلفة عن الركب".
- تعمل "بلاك روك" على توسيع مبادرة للمستثمرين لاستخدام التكنولوجيا للإدلاء بالأصوات بالوكالة، "نحن ملتزمون بمستقبل حيث يمكن لكل مستثمر - حتى المستثمرون الأفراد - أن يكون لديهم خيار المشاركة في عملية التصويت بالوكالة إذا اختاروا ذلك".
قال فينك إنه يخطط لإطلاق مركز لرأسمالية أصحاب المصلحة لإنشاء "منتدى للبحث والحوار والنقاش". وقال إن المركز سيساعد في استكشاف العلاقات بين الشركات وأصحاب المصلحة.