صناعة الصلب تحتاج 278 مليار دولار استثمارات من أجل التحول الأخضر

عامل يأخذ عينة من الفولاذ المصهور من فرن في ورشة الصهر في مصنع أوسكول للمعادن الكهربائية ، الذي تديره شركة "ميتالونفست هولدينغز"، في ستاري أوسكول، روسيا  - المصدر: بلومبرغ
عامل يأخذ عينة من الفولاذ المصهور من فرن في ورشة الصهر في مصنع أوسكول للمعادن الكهربائية ، الذي تديره شركة "ميتالونفست هولدينغز"، في ستاري أوسكول، روسيا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تستطيع صناعة الصلب العالمية أن تقضي على انبعاثات غاز الاحتباس الحراري بحلول عام 2050 عبر تكثيف عمليات إعادة التدوير، واستخدام الهيدروجين وقوداً في مصانعها، والتقاط الكربون من المصانع القديمة، وفقاً لدراسة قامت بها "بلومبرغ إن إي إف" لأبحاث تمويل الطاقة الجديدة. غير أنَّ تحقيق ذلك لن يكون يسيراً.

يتولد من عملية إنتاج الصلب نحو 7% من إجمالي انبعاثات غاز الاحتباس الحراري عالمياً، ومنها بعض العمليات التي لا يسهل تنفيذها اعتماداً على الكهرباء.

تكلفة أقل

يتطلب التحول إلى طرق إنتاج خالية من الكربون أن تنفق الصناعة من 215 مليار إلى 278 مليار دولار كاستثمارات رأسمالية، وفق تقرير صدر عن وحدة بيانات وتحليل الطاقة التابعة لـ"بلومبرغ". وبرغم ذلك؛ فقد تصبح تكلفة الصلب المُنتج بهذه الطرق الجديدة في النهاية أقل من الأسعار الحالية.

كتب محللو "بلومبرغ إن إي إف"، ومن بينهم جوليا أتوود في التقرير: "تواجه صناعة الصلب طريقاً صعبة نحو التخلص من الانبعاثات الكربونية؛ نظراً لاعتمادها على الفحم بشكل كثيف، وأمامها فرصة محدودة في زيادة نسبتها من عمليات إعادة التدوير بسبب وفرة الخردة، كما سيجب عليها الانتظار حتى تنخفض أسعار وقود الهيدروجين حتى تضخ إنتاجاً نظيفاً وتنافسياً من ناحية التكلفة".

يقول التقرير، إنَّ نحو 69% من إنتاج الصناعة حالياً ينتج باستخدام وقود الفحم في أفران الصهر. وفي ضوء قوة الصلب وأسعاره، لا توجد مادة بديلة واضحة لاستخدام الصلب في كل شيء من المباني إلى السيارات إلى الأجهزة الطبية والخبازة الكهربائية.

يجب أن تقدم الحكومات دعماً لمساعدة انتقال هذه الصناعة، وترى "بلومبرغ إن إي إف" أنَّ تحفيزها في المراحل الأولى للتغيير خلال العقد القادم سيتطلب تقديم دعم أو تقديم أسعار لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون تصل إلى 145 دولاراً عن كل طن.

تعادل انبعاثات غاز الاحتباس الحراري في هذه الصناعة نحو 2.55 مليار طن متري من الكربون.

أضاف التقرير أنَّ: "السياسة القوية والفعالة ضرورية للتمكين من تخليص صناعة الصلب من الكربون".

صلب بلا كربون

يضع التقرير مساراً تفصيلياً للقضاء على تلك الانبعاثات ومحوها. ستتم زيادة عمليات إعادة تدوير خردة الصلب في أفران القوس الكهربائية زيادة كبيرة، مع استخدام كهرباء مُولدة من مصادر متجددة.

بالنسبة لإنتاج الصلب الأساسي؛ ستصبح الأفران حديثة الإنشاء قادرة على العمل باستخدام الهيدروجين المستخرج من الماء باستخدام طاقة كهربائية متجددة.

يمكن أن تبدأ مصانع الصلب المعتمدة على الفحم أو الغاز في إدخال الهيدروجين ضمن خليط الوقود للمساهمة في صناعة سوق للوقود الجديد، وتخفيض أسعاره.

سيتم تجهيز بعض المصانع القائمة المعتمدة على الفحم بتقنية التقاط الانبعاثات واحتجازها.

وفق تقرير "بلومبرغ إن إي إف"؛ سيكلف المعدن الذي يتم إنتاجه عبر هذا النظام المطور أقل من الأسعار الحالية بحلول عام 2050.

يبلغ متوسط سعر الصلب الخام في خمسة أعوام نحو 726 دولاراً للطن المتري، في حين يمكن للتقنية التي يقترحها هذا التقرير إنتاج الصلب مقابل سعر يتراوح بين 418 دولاراً، و 598 دولاراً للطن.

قالت "بلومبرغ إن إي إف": "تتضح الآن المسارات التقنية المطروحة أمام الصناعة حتى تتخلص من الكربون، وهناك سياسة تهدف إلى دعم هذا الهدف، وبدأ يظهر طلب من العملاء على الصلب النظيف. ويقدَّر أنَّ 27% من إجمالي قدرات إنتاج الصلب أصبحت تخضع حالياً لأهداف الحياد الكربوني في قطاع الشركات".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك