سلّطت حسابات وكالة حماية البيئة الأمريكية، بشأن المكاسب المتواضعة المتحققة العام الماضي بمجال الاقتصاد في استهلاك الوقود من جانب شركات السيارات، الضوء على الحاجة إلى زيادة سريعة في إنتاج السيارات الكهربائية، من أجل وصول الصناعة للأهداف المقترحة.
ذكرت وكالة حماية البيئة، الجمعة، أن شركات صناعة السيارات حققت متوسط 25.4 ميلاً (40.9 كيلومتراً) للغالون الواحد للمركبات المصنوعة خلال عام 2020 النموذجي، وهو أعلى بمقدار 0.5 ميلاً في الغالون من عام 2019 النموذجي، وعلى الرغم من كونه رقماً قياسياً، إلا أنه بعيد عن هدف 52 ميلاً في الغالون بحلول عام 2026، الذي اقترحته إدارة الرئيس، جو بايدن.
وعلّق دان بيكر، مدير حملة النقل المناخي الآمن التابعة لمركز التنوع البيولوجي، في بيان له، قائلاً: "لقد قطعت شركات السيارات وعوداً كبيرة بإنتاج سيارات نظيفة، إلا أن تقرير وكالة حماية البيئة يُظهر أنها لم تنتج سوى القليل جداً. والأمريكيون لا يستطيعون قيادة الوعود".
يُشار إلى أن السيارات الكهربائية شكّلت 2٪ فقط من مبيعات الركاب في عام 2020، وفقاً لتحليل أجرته "بلومبرغ إن إي إف".
وتوقع تقرير وكالة حماية البيئة أن تنمو السيارات الهجينة التي تعمل بالكهرباء والسيارات الكهربائية بالكامل من 2٪ من إجمالي الإنتاج في عام 2020 إلى 4٪ في عام 2021. وقالت الوكالة إنه من المتوقع أن تنمو السيارات الهجينة العادية من 5٪ إلى 9٪.
يُشار إلى أن إدارة "بايدن" حددت هدفاً يتمثل في جعل نصف جميع المركبات المباعة في الولايات المتحدة خالية من الانبعاثات بحلول نهاية العقد. ويقول صانعو السيارات إن العديد من السيارات الكهربائية سيكون في الطريق قريباً.
من جانبه قال جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة "فورد موتور" (Ford Motor Co)، في تغريدة له يوم الخميس الماضي: "نتوقع الآن إنتاج 600,000 مركبة كهربائية / سنوياً على مستوى العالم بحلول نهاية عام 2023؛ أي ضعف خطتنا الأصلية".
فضلاً عن ذلك، قال جون بوزيلا، الرئيس والمدير التنفيذي لتحالف ابتكار السيارات، الذي يضغط على شركات صناعة السيارات الكبرى، في بيان له، إن تقرير وكالة حماية البيئة "يؤكد أن الصناعة قد أحرزت تقدماً كبيراً في تحسين الاقتصاد في استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات، ولكن أصبح من الصعب بشكل متزايد الامتثال للمعايير باستخدام التكنولوجيا وحدها.
وأضاف "بوزيلا": "هذا هو السبب في أن السياسات التي تدعم الابتكار المستمر في كهربة السيارات وغيرها من التقنيات التي تعمل على خفض غازات الاحتباس الحراري، والسوق التي تحتضنها، تعتبر بالغة الأهمية".
وكان مسؤولو إدارة "بايدن" متساهلين مع صانعي السيارات أكثر من تساهل دعاة حماية البيئة معهم، وذلك على أمل الحفاظ على الصناعة مع أهدافها الطموحة المتعلقة بالمركبات الكهربائية وقواعد الانبعاثات الأكثر صرامة.
و قال مايكل ريغان، مدير وكالة حماية البيئة، في بيان له بعد إصدار الوكالة لتقرير اتجاهات الوقود: "يُعدّ تقرير اليوم مؤشراً رائعاً على أن شركات صناعة السيارات تفي بوعدها بتحقيق معايير السيارات النظيفة مع تزويد المستهلكين بخيارات رائعة في مجال السيارات".
كما أبدى "بايدن" إعجابه بسيارة هامر الكهربائية الجديدة بالكامل التي تُصنّعها شركة "جنرال موتورز" (General Motors Co)، وذلك بعد إجراء اختبار قيادة للسيارة خلال رحلة إلى ديترويت هذا الأسبوع.
وقال "بايدن" خلال كلمة ألقاها في مصنع "زيرو" التابع لشركة "جنرال موتورز": "إن سيارة هامر هي سيارة لا مثيل لها بالفعل".
فضلاً عن ذلك، يقول دعاة حماية البيئة إن شركات صناعة السيارات ستضطر إلى أكثر من مجرد عرض بعض طرازات السيارات الكهربائية الأنيقة لتحقيق أهداف "بايدن" الطموحة المتعلقة بالانبعاثات.
وقال "بيكر" من مركز التنوع البيولوجي: "تفاوضت شركات السيارات مع إدارة أوباما، ووعدت بخفض الانبعاثات بنسبة 5٪ سنوياً. ولكن بدلاً من ذلك، أظهر التقرير أن الأميال المقطوعة والتلوث تحسنت بنسبة ضئيلة بنحو 1.9٪ إلى 25.4 ميلاً في الغالون. والحقيقة أن الغلاف الجوي لا يستمع إلى وعود شركات صناعة السيارات، بل يعرف فقط ما ينبعث من السيارات والشاحنات".