طلبت الهند من الدول الغنية تقديم تريليون دولار حتى نهاية العقد إذا أرادت منها خفض انبعاثات الاحتباس الحراري، وذلك خلال محادثات قمة المناخ رفيعة المستوى.
جاء طلب الهند المفاجئ في افتتاح مفاوضات قمة المناخ COP26 في جلاسكو في اسكتلندا، فقد أعلنت عن تحديد هدف جديد طموح للوصول لصافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2070. و قال رئيس الوزراء ناريندرا مودي أثناء خطابه بالقمة، إنَّ على الدول الغنية أن تقدِّم نحو تريليون دولار لتمويل أنشطة المناخ.
قدم المسؤولون الهنود مطالبهم، الأربعاء، بتخصيص تريليون دولار للهند فقط بحلول عام 2030، مما يعادل 10 أضعاف القيمة المخصصة سنوياً لكل البلدان الفقيرة البالغة 100 مليار دولار بموجب الاتفاقات السابقة. ويعني طلب الهند تلقي تلك الأموال على مدى عقد من الزمان، أنَّ الاقتصادات المتقدمة عليها منح الهند القدر نفسه من الأموال التي وعدت بتقديمها للبلدان الفقيرة كافةً.
قال راميشوار براساد غوبتا وزير البيئة في مقابلة، إنَّ الهند تطلب ذلك المبلغ الكبير لأنَّها تأخذ في الاعتبار الخسائر والأضرار التي ستترتب على تلك الجهود. كما أشار "غوبتا" إلى ما تراه الدول الفقيرة التزامات مستحقة على الدول المسؤولة عن الجزء الأكبر من إطلاق غازات الاحتباس الحراري المتراكمة في الغلاف الجوي.
يقتصر الهدف الحالي للدول الغنية، والذي يبلغ 100 مليار دولار سنوياً على تمويل إجراءات إزالة الكربون والبنية التحتية التي تساعد في الحماية من الظواهر الجوية الشديدة.
و تراجعت الهند عن تقديم تعهداتها الرسمية بشأن المناخ إلى "الأمم المتحدة"، فيما عرف بوثائق المساهمات الوطنية المحددة برغم تعهد 121 دولة. وقال مسؤول لم يذكر اسمه لصحيفة "هندوستان تايمز": "لنكن واضحين؛ لن تقوم الهند بتحديث مساهماتها الوطنية المحددة حتى يكون هناك وضوح بشأن تمويل المناخ". كما قال مسؤول هندي لـ "بلومبرغ جرين"، إنَّهم يريدون وعداً واضحاً بتوفير الأموال "في أسرع وقت ممكن".
امتنعت الهند عن التوقيع على الصياغة المقترحة لاتفاقية جلاسكو النهائية حول أنَّ الدول "ستسرع في التخلص التدريجي من الفحم، وإعانات الوقود الأحفوري". وعلق "غوبتا" أنَّ الهند لن تبتعد عن استخدام أقذر أنواع الوقود الأحفوري؛ إلا إذا حصلت على الدعم المالي الذي تطلبه.
قال جون كيري مبعوث المناخ الأمريكي بعد اجتماع مع الوفد الهندي في جلاسكو، إنَّه "لن يعد" بتريليون دولار للهند، وإنَّه ما يزال بحاجة إلى النظر في التفاصيل، في حين تعهد في الاجتماع بانضمام الولايات المتحدة إلى "التحالف الدولي للطاقة الشمسية" الذي يقع مقره الرئيسي في مدينة غوروغرام الهندية.